- 1 الْإِعْرَاب قَالَ أَبُو الْفَتْح فِي الْبَيْت اختلال فِي صناعَة الْإِعْرَاب وَذَلِكَ أَنهم قد عرفُوا أَنه لم يكنه فحكايته عَنْهُم أَنهم قَالُوا ألم تكنه إِنَّمَا هُوَ على مَذْهَب التَّقْرِير لأَنهم لم يشكوا فِي أَنه لم يكنه فيستفهموه فَصَارَ كَقَوْلِك ألم تأت فأعطيك وَلم ترد استفهامه وَإِنَّمَا تُرِيدُ أَنه أَتَاك وأعطيته وَإِذا كَانَ تقريرا فَفِيهِ نقص واختلال وَذَلِكَ أَن التَّقْرِير إِذا دخل على لفظ النَّفْي رده إِلَى الْإِيجَاب فِي الْمَعْنى وَإِذا دخل على الْإِيجَاب رده إِلَى النَّفْي فِي الْمَعْنى أَلا ترى إِلَى قَوْله تَعَالَى {أَأَنْت قلت للنَّاس} وَهُوَ تَعَالَى لم يشك وَإِنَّمَا هُوَ تَقْرِير وَمَعْنَاهُ أَنَّك لم تقل فَهَذَا لفظ الْإِيجَاب الَّذِي عَاد إِلَى النَّفْي وَأما لفظ النَّفْي الَّذِي أَعَادَهُ التَّقْرِير إِلَى الْإِيجَاب فكقوله تَعَالَى {أَلَيْسَ فِي جَهَنَّم مثوى للْكَافِرِينَ} أَي فِيهَا مثوى لَهُم وَإِذا كَانَ الْأَمر على هَذَا فَقَوله ألم تكنه يَنْبَغِي أَن يعود على الْمَعْنى أَي أَنهم قَالُوا قد كنيته وَهَذَا محَال لأَنهم أَنْكَرُوا عَلَيْهِ ترك كنيته فَلم يضع الْكَلَام مَوْضِعه وَلم يَأْتِ بِهِ على وَجهه انْتهى كَلَامه أَي كَانَ حَقه أَن يَقُول قَالُوا وَلم تكنه وَلَا يَأْتِي بِحرف الِاسْتِفْهَام قَالَ ابْن فورجة هُوَ اسْتِفْهَام صَرِيح وَلَيْسَ فِيهِ تَقْرِير كَأَن وَاحِدًا من الْقَوْم سَأَلَ أَبَا الطّيب فَقَالَ ألم تكنه أَي هَل كنيته قَالَ الواحدي والاستفهام الصَّرِيح لَا يكون بِالنَّفْيِ لِأَنَّك إِذا استفهمت أحدا هَل فعل شَيْئا قلت هَل فعلت كَذَا وَلم تقل ألم تَفْعَلهُ الْغَرِيب كنيت الرجل إِذا دَعوته بكنيته والعي ضد الفصاحة الْمَعْنى يُرِيد أَنه يعرف بصفاته لَا بكنيته فَإِذا ذكرنَا كنيته مَعَ الِاسْتِغْنَاء عَنْهَا بخصائص صِفَاته كَانَ ذَلِك عيا فِي كلامنا

2 - الْغَرِيب العشائر جمع عشيرة وَيُقَال فِي جمعهَا عشيرات وَقَرَأَ أَبُو بكر عَن عَاصِم فِي بَرَاءَة {وعشيراتكم} جمع عشيرة الْمَعْنى يَقُول لَا يحذر أَبُو العشائر من لَيْسَ مَعَاني الورى بِمَعْنَاهُ أَي اخْتِلَاط صِفَاته بِصِفَات غَيره ومعانيه لِأَنَّهُ قد انْفَرد عَن النَّاس بخصائص لَا يُشَارك فِيهَا فَإِذن لَا يحْتَاج فِي مدحه إِلَى ذكر كنيته وروى الواحدي لَا يتوفى أَبُو العشائر وَمَعْنَاهُ لَا تستوفي هَذِه الكنية وَهَذَا اللَّفْظ رجلا يزِيد مَعْنَاهُ على مَعَاني الورى كلهم لِأَن فِيهِ من معنى الْكَرم والمدح مَا لَيْسَ فيهم

3 - الْإِعْرَاب أَفرس خبر ابْتِدَاء أَي هُوَ أَفرس وَنصب الْحَدِيد على أَنه اسْتثِْنَاء مقدم وَاسم لَيْسَ أمواه تَقْدِيره لَيْسَ أمواه فِي الأَرْض إِلَّا الْحَدِيد وَإِن جعلته خبر لَيْسَ كَانَ فِيهِ ضَرُورَة لِأَن الِاسْم نكرَة وَالْخَبَر معرفَة وَهُوَ جَائِز فِي الضَّرُورَة كبيت حسان

(يَكُونُ مِزَاجَها عَسَلٌ وَماءُ ... )

وَقد حيل لَهُ وصرفوه عَن هَذَا الْوَجْه الْغَرِيب الْجِيَاد جمع جواد على غير قِيَاس الْمَعْنى يَقُول أَفرس الفرسان فِي الْحَرْب وَلما جعل الْخَيل سابحة جعل لَهَا الْحَدِيد مَاء اسْتِعَارَة وَالْمعْنَى أَنَّهَا تسير فِي بَحر من حَدِيد لِكَثْرَة الأسلحة وَالسُّيُوف وكل شَيْء كثر وَجَاوَزَ الْحَد يشبه بالبحر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015