(فَعاجُوا فَأثْنَوْا بِالَّذِي أنتَ أهْلُهُ ... وَلوْ سكَتُوا أثْنَتْ عَليكَ الحقائبُ)
وَلم يكن للحقائب قعقعة وَإِنَّمَا أَرَادَ أَنهم يرونها ممتلئة كَذَلِك أَرَادَ المتنبي بألسن خلعه وأثوابه فيراها النَّاس علينا فيعلمون أَنَّهَا من هداياه فَكَأَنَّهَا قد أثنت عَلَيْهِ وأنشدت مدائحه بألسن لَا تتحرك فِي أَفْوَاه لِأَنَّهَا لَا تنطق فِي لحقيقة إِنَّمَا يسْتَدلّ بهَا على جوده فَكَأَنَّهَا أخْبرت ونطقت
6 - الْغَرِيب الْأَصَم الَّذِي لَا يسمع والمسمعان الأذنان الْمَعْنى هَذَا يُؤَكد مَا قبله وَذَاكَ لِأَن الْأَصَم وَغَيره سَوَاء فِي النُّطْق من الثَّوْب فَإِن الْأَصَم يرَاهُ كَمَا يرَاهُ غَيره فَإِذا رَآهُ اسْتغنى عَن أَن يسمع أَنه أعْطى فَيكون كالسامع
7 - الْغَرِيب خار الله لَهُ كَذَا اخْتَار لَهُ والجدوى الْعَطِيَّة ونلن بِالْكَسْرِ أفْصح من الضَّم وَمِنْهُم من يَجْعَلهَا بَين الْكسر وَالضَّم مثل قيل كَقِرَاءَة عَليّ وَهِشَام عَن ابْن عَامر الْمَعْنى يَقُول سُبْحَانَ الله الَّذِي اخْتَار للنجوم الْبعد عَن النَّاس فَلَو نيلت لأخذها وَجعلهَا فِي عطاياه وهباته
8 - الْغَرِيب صاعه فرقه تَقول صعته فانصاع أَي فرقته فَتفرق وَجمع الشموس على تَقْدِير أَن لكل يَوْم شمسا أَو لكل فصل شمسا الْمَعْنى لَو ملك ضوء الشَّمْس وَالْقَمَر وَغَيرهمَا لفرقه جوده وأفناه
9 - الْمَعْنى قَالَ الواحدي يُرِيد أَنه لَا دين إِلَّا بِهِ لحفظه على النَّاس وَلَا دنيا إِلَّا مَعَه لِأَنَّهُ ملك فَمن ودعه فقد ودعهما جَمِيعًا
10 - الْمَعْنى يَقُول لَا مزِيد على كرمك فَإِن كَانَ فِيهِ مزِيد فزادك الله تَعَالَى