الْغَرِيب أصل الْحجر الْمَنْع وَحجر القَاضِي على فلَان مَنعه من التَّصَرُّف والمنن جمع مِنْهُ وَهُوَ مَا يمن بِهِ الْإِنْسَان على صَاحبه الْمَعْنى يَقُول المكارم تَحت حجره وتصرفه يستعملها كَيفَ شَاءَ حَيْثُ شَاءَ ولكما عرضت لَهُ الْأَيْتَام بَدَأَ هم بالمجد فِيمَن عَلَيْهِم وَيحسن إِلَيْهِم قَالَ الواحدي وَإِنَّمَا ذكر الْيَتَامَى لِأَنَّهُ يمدح قَاضِيا وَالْقَاضِي متكفل أَمر الْيَتَامَى وَقَالَ ابْن فورجة يَعْنِي أَن المكارم قل راغبوها وَكَانَ لَهَا من الْكِرَام آبَاء فَلَمَّا هَلَكُوا كفلوها هَذَا الممدوح لِأَنَّهُ قَاض والقضاة يتكفلون الْأَيْتَام فجعلوه كفيلها فَهُوَ يُرَبِّيهَا مَعَ سَائِر الْأَيْتَام غير أَنه يُؤثر المكارم بِحسن التربية على سَائِر الْأَيْتَام وَهَذَا معنى قَوْله كلما عرضت لَهُ الْيَتَامَى بَدَأَ بالمجد والمنن أَرَادَ بَدَأَ بالمكارم فَأَقَامَ الْمجد والمنن مقَامهَا لِأَنَّهُمَا فِي مَعْنَاهَا قَالَ الواحدي قد تكلّف وَلم يعرف الْمَعْنى

23 - الْمَعْنى يَقُول هُوَ قَاض ذكى فطن إِذا اخْتلف الْأَمْرَانِ عَلَيْهِ واشتبها ظهر لَهُ رأى يفصل بِهِ بَين مَالا يُمكن الْفَصْل فِيهِ وَهُوَ المَاء إِذا اخْتَلَط بِاللَّبنِ

24 - الْغَرِيب الوسن النعاس وَالسّنة مثله وَقد وَسن يوسن فَهُوَ وَسنَان واستوسن مثله والغض الطري الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح ليلته طَوِيلَة لسهره فِيمَا يكسبه من الدّين والشرف وَالْفَخْر وَلَيْسَ هُوَ مِمَّن يقصر ليله باللذات وَقَالَ الواحدي فِيهِ وَجْهَان فَذكر هَذَا وَقَالَ الثَّانِي أَرَادَ بِالْفَجْرِ بَيَاض الشيب وبالليل سَواد الشَّبَاب لِأَن بَيَاض الشيب بعيد عَنهُ لِأَنَّهُ شَاب غض الشَّبَاب وَقَوله مُجَانب الْعين أَي عينه بعيدَة عَن النّظر إِلَى مَالا يحل وَعَن النّوم أَيْضا لطول سهره

25 - الْغَرِيب النشح الشَّرَاب الْقَلِيل دون الرّيّ نشح نشحا ونشوحا قَالَ ذُو الرمة

(فانْصَاعتِ الحُقْبُ لمْ تُقْصَعْ ضرَائرُها ... وَقدْ نَشَحْنَ فَلا رِيٌّ وَلا هِيَمُ)

الْمَعْنى يَقُول طَعَامه قَلِيل وَشَرَابه قَلِيل يطعم الطَّعَام الَّذِي يُقيم بِهِ جِسْمه لِأَنَّهُ لَا يَأْكُل للشبع وَلَا يشرب للري وَقَالَ الْحَكِيم النَّاس يحبونَ الْحَيَاة ليأكلوا وَأَنا آكل لأحيا والنشح أول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015