{وَلَا تنيا فِي ذكري} وَمِنْه الأناة من النِّسَاء وَهِي الَّتِي فهيا فتور عِنْد الْقيام وتأن قَالَ النميري
(رَمَتْهُ أناةٌ منْ رَبِيعَةِ عامِرٍ ... نَؤُومُ الضُّحَى فِي مأتمٍ أيّ مأتمِ)
الْمَعْنى يَقُول أَنا ألومهم وأعيرهم بِمَا هم فِيهِ من الْغَفْلَة والجهالة وأعذرهم وأعود على نَفسِي باللوم وأترك لومهم لأَنهم جهال وَمن كَانَ جَاهِلا لَا يلام على ترك الْفَضَائِل والمكارم وَالرَّغْبَة عَن الْمَعَالِي
7 - الْغَرِيب الرسن الْحَبل وَجمعه أرسان ورسنت الْفرس فَهُوَ مرسون وأرسنته أَيْضا إِذا شددته بالرسن قَالَ ابْن مقبل
(هَرِيْتٌ قَصِيرُ عِذَارِ اللِّجامِ ... أسِيلٌ طَوِيلُ عِذَا الرَّسَنْ)
وَاسْتعْمل فَصَارَ مَخْصُوصًا بالحبل الَّذِي تقاد بِهِ الدَّابَّة الْمَعْنى يَقُول الْجَاهِل لَا يحْتَاج وَلَا يفْتَقر إِلَى أدب لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ عقل فَأول مَا يحاج إِلَيْهِ الْإِنْسَان الْعقل الَّذِي يعقل بِهِ ثمَّ بعد ذَلِك يتأدب فَإِذا عدم الْعقل لم يحْتَج إِلَى أدب كالحمار ألذ لَيْسَ لَهُ رَأس لَا يحْتَاج إِلَى حيل يُقَاد بِهِ وَهَذَا كَلَام حسن من كَلَام الْحَكِيم الْحسن قبل المحسوس وَالْعقل قبل الْمَعْقُول
8 - الْإِعْرَاب ومدقعين فِي وضع جر بِتَقْدِير رب أَو بِالْوَاو على المذهبين الْغَرِيب المدقع الَّذِي لَا شَيْء لَهُ فَهُوَ من دقع بِالْكَسْرِ إِذا لصق بِالتُّرَابِ والدقعاء التُّرَاب والدقع سوء احْتِمَال الْفقر وَفِي الحَدِيث إِذا جعتن دفعتن أَي لزقين بِالتُّرَابِ وخضعتن والبروت الأَرْض الَّتِي لَا نبت بهَا وَمِنْه قيل للقبر سبروت وَالْحلَل جمع حلَّة وَمِنْه قَول عمر لما أعطَاهُ رَسُول الله
حلَّة مَا أصنع بهَا وَقد قلت فِي حلَّة عُطَارِد مَا قلت وَكَانَ عمر قد رأى حلَّة سيراء تبَاع فِي السُّوق فَقَالَ يَا رَسُول الله لَو اشْتَرَيْتهَا تلبسها للْجُمُعَة وللوفود فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام إِنَّمَا يلبسهَا من لَا خلاق لَهُ والدرن الْوَسخ والقذر الْمَعْنى رب قوم صعاليك يَجْلِسُونَ لفقرهم على التُّرَاب صحبتهم عارين من الثِّيَاب كاسين من الْوَسخ والقذر
9 - الْإِعْرَاب خراب صفة لمدقعين