وَقَالَ ابْن فورجة لَا يصبر حَتَّى يحسن وعَلى هَذَا الْإِحْسَان الْهم بِهِ أَي فَإِذا هم بِالْإِحْسَانِ لَا يثبت وَلَا يصبر حَتَّى يَفْعَله وَقَالَ الواحدي هُوَ لَا يحسن أَلا يحسن يُرِيد أَنه لَا يعرف ترك الْإِحْسَان فَلَو رام أَن لَا يحسن لَا يعرف ذَلِك وَلم يُمكنهُ وَقَالَ ابْن القطاع لَا يحسن ترك الْإِحْسَان وَقَالَ الشريف هبة الله بن عَليّ الشجري الْإِحْسَان ضد الْإِسَاءَة يتَعَدَّى بِحرف الْجَرّ بِالْبَاء وَإِلَى قَالَ كثير
(أسِيئي بِنا أوْ أحْسِني لَا مَلُومَةٌ ... لَدَيْنا وَلا مَقْلِيَّةٌ إنْ تَقَلَّتِ)
وَالثَّانِي يكون بِمَعْنى إجادة الْعَمَل إِذا كَانَ حاذقا فِي فعله وَفعله يتَعَدَّى بِنَفسِهِ قَالَ الله تَعَالَى {وهم يحسبون أَنهم يحسنون صنعا} قَالَ امْرُؤ الْقَيْس
(وَقدْ زَعَمتْ بَسْباسَةُ اليَوْمَ أنِني ... كَبِرْتُ وَأنْ لَا يُحْسِنُ اللَّهوَ أمثالي)
وَمعنى الْبَيْت من قَول الآخر
(يُحْسِنُ أنْ يُحْسِنَ حَتَّى إِذا ... رَام سِوَى الإحسْانِ لمْ يُحْسِنِ)
19 - الْغَرِيب الاستنباط الاستخراج ونبط المَاء ينبط وينبط نبوطا نبع وأنبط الحفار أَي بلغ المَاء ودونت الشَّيْء إِذا جمعته فِي ديوَان أَي فِي كتاب الْمَعْنى يَقُول هُوَ من ذكائه وفطنته يسْتَخْرج بِعِلْمِهِ مَا فِي عده فِي يَوْمه أَي الَّذِي يَقع فِي غَد فَكَأَن مَا سَيكون قد كتب فِي علمه وَالْمعْنَى أَن علمه صَحْفَة الكائنات وَقد روى فِي يَوْمه مَا فِي غَد وَالْمعْنَى أَنه يسْتَدلّ بِمَا فِي يَوْمه على مَا يَقع فِي غده فيعرفه
20 - الْإِعْرَاب قَالَ أَبُو الْحسن عفيف الدّين عَليّ بن عَدْلَانِ الرِّوَايَة الصَّحِيحَة مثل بِالرَّفْع وَيكون على تَقْدِير هُوَ مثل يَعْنِي أَن الأفهام تتقاصر عَن هَذَا الممدوح فِي معرفَة حَقِيقَته فَهُوَ مثل علم الله تَعَالَى وَمن رَوَاهُ بِالنّصب يحْتَاج إِلَى حذف كثير يخل حذفه بِالْمَعْنَى وَيكون التَّقْدِير مثل تقاصر الأفهام عَن علم الله تَعَالَى الْغَرِيب الدنا جمع دنيا كالعلا جمع عليا والقصا جمع قصيا وَقَالَ الواحدي مثل الْكبر والصغر فِي جمع الْكُبْرَى وَالصُّغْرَى الْمَعْنى يَقُول إفهام النَّاس قَصِيرَة فَهِيَ لَا تدْرك صفة هَذَا الرجل فقد تقاصرت عَن إِدْرَاكه كَمَا تقاصرت عَن علم الشَّيْء الْمُحِيط بالأفلاك وَالدُّنْيَا لِأَن أحدا لَا يعلم