- 1 الْإِعْرَاب يرْوى الألسن والألسن بِفَتْح السِّين وَضمّهَا وَمَا قَالَ الواحدي يكون على رِوَايَة من فتح السِّين بِمَعْنى الَّذِي قَالَ وَيجوز أَن يكون على رِوَايَة من ضم السِّين بِمَعْنى الَّذِي وَالظَّاهِر أَن مَا نفى لِأَن المصراع الثَّانِي حث على إعلان الْعِشْق وَإِنَّمَا يعلن من قدر على الْكَلَام هَذَا كَلَامه وَيجوز أَن تكون مَصْدَرِيَّة فِي الْمَوْضِعَيْنِ وَيكون موضعهما بصلتهما رفعا خبر الِابْتِدَاء الْغَرِيب الألسن بِالْفَتْح الفصيح وَقد لسن بِالْكَسْرِ فَهُوَ لسن وألسن وَقوم لسن والألسن بِالضَّمِّ جمع لِسَان وَاللِّسَان الْجَارِحَة واللغة أَيْضا قَالَ الله تَعَالَى {وَمَا أرسلنَا من رَسُول إِلَّا بِلِسَان قومه} وَقد يؤنث وَيذكر قَالَ أعشى باهلة
(إِنِّي أتتْنِي لِسانٌ لَا أُسَرُّ بهَا ... مِنْ عَلْوَ لَا عَجَبٌ مِنْهَا وَلا سَحرُ)
فَمن أنثه قَالَ فِي جمعه ثَلَاث ألسن كذراع وأذرع وَمن ذكره قَالَ فِي جمعه ثَلَاثَة أَلْسِنَة كحمار وأحمرة وَهَذَا قِيَاس مَا جَاءَ على فعال من الْمُذكر والمؤنث الْمَعْنى يَقُول الْحبّ غَايَته أَن يمْنَع لِسَان الْمُحب من الْكَلَام فَلم يقدر على وصف مَا فِي قلبه إِذا رأى المحبوب وَإِنَّمَا يبهت ويخرس فَلَا يقدر على الْكَلَام كَقَوْل قيس ابْن ذريح
(فَما هُوَ إلاَّ أنْ أرَاها فُجاءَةً ... فأُبهَتَ حَتى لَا أكادُ أُجِيبُ)
وكقول الْمَجْنُون
(فَما الحُبُّ حَتَّى يلصَق الجلدُ بالحَشَى ... وَتخرَسَ حَتَّى لَا تُجيِبَ المُناديا)
والمصراع الثَّانِي يَقُول ألذ الشكوى الإعلان لمن قدر على الْكَلَام كَقَوْل عَليّ بن الجهم
(تَهتَّكْ وَبحْ بالعشْقِ جَهرا فَقَلَّما ... يَطيبُ الهَوَى إلاَّ لمُنْهَتِكِ السَّترِ)
وَالْأَصْل فِيهِ قَول أبي نواس
(فَبحْ باسْمِ مَنْ تَهْوَى وَذَرْني منَ الْكُنَى ... فَلا خَيْرَ فِي اللَّذاتِ مِنْ دُونِها سِترُ)
وأخده السرى الْموصِلِي فَقَالَ
(ظَهرَ الهَوى وَتهَتَّكَتْ أسْتارُهُ ... وَالحُبُّ خَيرُ سَبيلهِ إظْهارُهُ)
أعْصِي العَوَاذِلَ فِي هَوَاهُ جهَارَةً ... فَألَذُّ عَيْشِ المُسْتَهامِ جِهارُهُ)