- الْغَرِيب البطل الشجاع وَالْقَرْمُ السَّيِّد مَأْخُوذ من الْبَعِير القرم وَهُوَ الَّذِي لَا يحمل عَلَيْهِ بل هُوَ معد للفحولة الْمَعْنى يَقُول وَأَجْعَل سَيفي يَوْم لِقَاء الْأَعْدَاء تحيتي أَي أجعله لَهُم بدل التَّحِيَّة وَهُوَ كَقَوْل عَمْرو بن معدي كرب
(وَخَيْلً قَدْ دَلَفْتُ لَها بِخَيْلٍ ... تَحيَّةُ بَيْنِهمْ ضَرْبٌ وَجيعُ)
31 - الْإِعْرَاب يرْوى قل بِالْفَاءِ وَالْقَاف فبالفاء يرْتَفع خوف لِأَنَّهُ فَاعل وبالقاف ينْتَصب على الْمَفْعُول لَهُ والمدى الْغَايَة والبعد الْمَعْنى يَقُول إِذا لم يكن عزم فَلَا يُوصل إِلَى شَيْء وَوُجُود الْمُمكن مَعَ عدم الْعَزْم أبعد فِي الْوُقُوع من وجود عزم مَعَ بعد الْمطلب أَي إِذا منع عزمي عَن بُلُوغ غَايَة خوف بعْدهَا فَإِن الْمُمكن وجوده لَا يدْرك أَيْضا إِذا لم يكن عزم وَإِذا كنت تحْتَاج إِلَى الْعَزْم لنيل الْقَرِيب فاعزم على الْبعيد لتناله وَلَا يمنعك خوف بعده فَإِنَّهُ يقرب بالعزم وَيُمكن وَهُوَ من قَول الْحَكِيم لحقوق البغية فِي نيل الشَّهَوَات اصعب الْأَشْيَاء وأعجز من الْعَجز من لم يقو عزمه فِي طلب الْغَايَة
32 - الْغَرِيب الْأنف الاستنكاف من الشَّيْء وَلَو قَالَ نُفُوسهم كَانَ أوجه لإعادة الضَّمِير على لفظ الْغَيْبَة لكنه قَالَ نفوسنا لِأَنَّهُ أهم الْقَوْم الَّذين عناهم وَهُوَ أمدح الْمَعْنى يَقُول أَنا من قوم يأنفون من الْعَار فَكَأَن نُفُوسهم تستنكف أَن تبقى مجاورة للحمها ودمها بل يحبونَ الْقِتَال فيسارعون إِلَى الْحَرْب فكأنهم لَا يحبونَ نُفُوسهم بل يبذلونها طلبا للمحامد
33 - الْمَعْنى قَالَ الواحدي يَقُول للدنيا أَنا كَمَا وصفت نَفسِي لَا أقبل ضيما وَلَا آسَف لدنية فاذهبي عني إِن شِئْت فلست أُبَالِي بك ويانفس زيدي تقدما فِيمَا تكرههُ الدُّنْيَا من التعظم عَلَيْهَا وَترك الانقياد لَهَا وَإِن شِئْت قلت فِي كَرَاهِيَة أَهلهَا أَي مَا تكرههُ يَعْنِي فِي الْحَرْب وَهِي مَكْرُوهَة عِنْد أهل الدُّنْيَا وَلذَلِك تسمى الْحَرْب الكريهة فَيكون هَذَا من بَاب حذف الْمُضَاف
34 - الْغَرِيب يرْوى عبرت بِالْعينِ الْمُهْملَة ويروى بِالْمُعْجَمَةِ أَي لَا بقيت وغبر من الأضداد بِمَعْنى بَقِي وَذهب والضيم الذل الْمَعْنى يَقُول لَا بقيت بِي سَاعَة لَا أنال فِيهَا الْعِزّ وَلَا غبرت على سَاعَة لَا أكون