لقبرها على عَادَة الْعَرَب فِي الدُّعَاء للقبور سقيا السَّمَاء وَقَالَ الواحدي بعد مَا نقل هَذَا تركت الْحَرْب وجدا بموتها واشتغلت بِالدُّعَاءِ لَهَا وَفِيه نظر إِلَى قَول الآخر

(وَبِرَغمِي أصْبَحْتُ أمْنَحُكَ الوُدَّ ... وَأهْدِي إلَيْكَ صَوْبَ الغَمامِ)

17 - الْمَعْنى يَقُول كنت قبل مَوتهَا أستعظم فراقها فَصَارَت حَادِثَة الْفِرَاق صَغِيرَة عِنْد مَوتهَا وَكَانَت قبله عَظِيمَة فَصَارَ مَوتهَا أعظم من فراقها

18 - الْغَرِيب هبيني اجعليني وَالْعرب تَقول وهبني الله فداءك أَي جعلني والثار الذحل وثأرت الْقَتِيل بالقتيل ثأرا وثؤورة أَي قتلت قَاتله قَالَ

(شفْيتُ بهِ نفْسِي وَأدرَكْتُ ثُوْتي ... بَنِي مالكٍ هَل كُنْتُ فِي ثُؤرَتي نِكسا)

والثائر الَّذِي لَا يبْقى على شَيْء حَتَّى يدْرك ثَأْره الْمَعْنى يَقُول اجعليني واحسبيني بِمَنْزِلَة من أَخذ ثأرك من الْأَعْدَاء لَو أَنهم قتلوك فَكيف آخذ ثأرك من هَذِه الْعلَّة وَفِيه نظر إِلَى قَول عمرَان بن حطَّان

(وَلمْ يُغْنِ عَنْكَ الموْتُ يَا حَمْزَ إذْ أَتَى ... رِجالٌ بِأيْديِهِم سُيُوفٌ قَوَاضِبُ)

وَأحسن فِيهِ أَبُو الْحسن التهامي

(لَوْ كُنْتَ تُمْنَعُ خاضَ نَحْوَكَ فِتيَةٌ ... مِنَّا بِحارَ عَوَامِلٍ وَشِفارٍ)

19 - الْمَعْنى يَقُول الْأَعْمَى تنسد المسالك عَلَيْهِ وَالدُّنْيَا لم تنسد عَليّ لضيقها بل هِيَ وَاسِعَة وَلَكِنِّي كالأعمى لفقدك فالمسالك عَليّ منسدة

20 - الْإِعْرَاب تَقول أكب زيد على الْأَمر وكبه الله لوجهه وَمِنْه قَوْله تَعَالَى {أَفَمَن يمشي مكبا على وَجهه} وَفِي حَدِيث معَاذ وَهل يكب النَّاس فِي النَّار إِلَّا حصائد ألسنتهم بِفَتْح الْيَاء من الثلاثي وَالَّذِي أَرَادَ اللَّذين فَحذف النُّون لطول الِاسْم وَقَالَ قوم بلَى هِيَ لُغَة فِي تَثْنِيَة اللذ بِحَذْف الْيَاء فَإِنَّهُ يُقَال اللذا وَالَّذِي وأنشدوا عَلَيْهِ قَول الأخطل

(أبَنِي كلَيْبٍ إنَّ عمَّىَّ اللَّذَا ... كَسَرَا القُيُود وفَكَّكا الأغْلالا)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015