وَقَالَ الْخَطِيب لَو كَانَ قلبِي خَالِيا خلو دارها لِأَنَّهَا قد خلت عَنْهَا وَلَكِن قلبه مَمْلُوء بالشوق وَفِيه مِنْهُ جَيش عَظِيم شَدِيد وَالْمعْنَى لَو كَانَ قلبِي مثل دارها كَانَ خَالِيا لِأَنَّهَا قد خلت وَلكنه ملآن بحبها والشوق إِلَيْهَا فحبها ملازم لَهُ لَا يُفَارِقهُ

8 - الْغَرِيب الأثافي جمع أثفية وَهِي الَّتِي تنصب تَحت الْقدر وَالْعرب تجمعه على تخفيفها وَقَالَ الْأَزْهَرِي إِن شِئْت خففت وَإِن شِئْت شددت تَقول أثاف وأثافي والأثفية أفعولة وثفيت الْقد تثفية وَضَعتهَا على الأثافي والصلى الاصطلاء بالنَّار إِذا فتحت قصرت وَإِن كسرت مددت والرسم مَا بَقِي من آثَار الدَّار الْمَعْنى ديارها فِيهَا أثاف بهَا مَا بفؤادي فَهِيَ محترقة بالنَّار قد أثرت النَّار فِيهَا كَمَا أحرق الْحبّ والشوق قلبِي فأثافي دارها مسودة محترقة كقلبي وكما أَن رسم دارها بَال مهدم كَذَلِك قلبِي لفراقها

9 - الْغَرِيب ردنا الْقَمِيص كماه والغيم السَّحَاب وَالْعبْرَة تحلب الدمع عبر الرجل بِالْكَسْرِ يعبر عبرا فَهُوَ عَابِر وَالْمَرْأَة أَيْضا عَابِر قَالَ الْحَارِث بن وَعلة

(يَقُولُ لي النَّهْدِيُّ هلْ أنْتَ مُرْدَفي ... وكْيفَ رِدافُ الفَرّ أُمُّكَ عابِرُ)

وعبرت عينه واستعبرت دَمَعَتْ وَالصرْف الْخَالِصَة من المزاج الْمَعْنى يَقُول وقفت على دارها والسحاب تمطر فَبَكَيْت فَكَانَ دمع السَّحَاب خَالِصا وَكَانَ دمعي ممزوجا بِالدَّمِ

10 - الْغَرِيب انهل سَالَ وَجرى والسقام الْمَرَض والسقم والسقم كالحزن والحزن لُغَتَانِ وسقم بِالْكَسْرِ يسقم سقما فَهُوَ سقيم وأسقمه الله الْمَعْنى يَقُول هَذَا الَّذِي يجْرِي فِي الخد من عَيْني هُوَ دمي لِأَنَّهُ يسيل وَكلما سَالَ سقمت وبليت

11 - الْإِعْرَاب الزائري الْألف وَاللَّام بِمَعْنى الَّذِي الْغَرِيب الخيال مَا يتخيله الْإِنْسَان وَهُوَ الَّذِي يرَاهُ الرجل فِي نَومه والهجعة النّوم وأتيت فلَانا بعد هجعة أَي بعد نومَة خَفِيفَة من أول اللَّيْل وهجيع من اللَّيْل مثل هزيع الْمَعْنى يَقُول قَالَ لي الخيال معاتبا أتنام بعد فراقنا وَكَيف تقدر على الْمَنَام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015