الْمَعْنى يَقُول أَنْت تجانب هَذَا المَال وتنفر عَنهُ كَمَا ينفر السامري من مصافحة رجل فِي يَده جذام وَهُوَ من قَوْله تَعَالَى {لَا مساس} أَي لَا تمسني
40 - الْغَرِيب عراه واعتراه قَصده وَأَتَاهُ وَمِنْه قَول النَّابِغَة
(أتَيْتُكَ عارِيا خَلَقا ثِيابِي ... عَلى خَوْفٍ تُظَنُّ بِيَ الظُّنونُ)
والحبر الْعَالم وَالْجمع أَحْبَار قَالَ الله تَعَالَى {اتَّخذُوا أَحْبَارهم وَرُهْبَانهمْ أَرْبَابًا من دون الله وَيُقَال حبر وَحبر بِالْفَتْح وَالْكَسْر وَالْكَسْر أفْصح لِأَنَّهُ يجمع على أَفعَال دون الفعول وَقَالَ الْفراء هُوَ بِالْكَسْرِ وَهُوَ الْعَالم بتحبير الْكَلَام وتحسينه الْمَعْنى يَقُول إِذا قصدك الْعلمَاء استفادوا مِنْك وتعلموا لِأَنَّك إِمَام فِي جَمِيع الْأَشْيَاء فِي الْقُرْآن والْحَدِيث واللغة والعربية وَالْفِقْه
41 - الْغَرِيب الْمعلم صَاحب الْعَلامَة فِي الْحَرْب وَهُوَ عَلامَة الْجَيْش فِي الْحَرْب يُرِيد أَنه الَّذِي يشهر نَفسه بعلامة يعرف بهَا وَأعلم نَفسه إِذا شهرها فِي الْحَرْب وَمن روى بِفَتْح اللَّام أَرَادَ الَّذين علمُوا بالعلامة واللهام الْكثير الَّذِي يلتهم كل مَا يمر بِهِ الْمَعْنى يَقُول إِذا رآك الْأَبْطَال الشجعان قَالُوا هَذَا عَلامَة الْجَيْش الْعَظِيم لأَنهم لَا يَجدونَ أشهر مِنْك وَقَالَ الواحدي يجوز أَن يكون يعلم بِفَتْح اللَّام من الْعلم أَي بِهَذَا يعرف الْجَيْش أَي أَنه صَاحب الْجَيْش وفارسه وَمن روى بِكَسْر اللَّام فَمَعْنَاه الْجَيْش يعلمُونَ أنفسهم بِهَذَا الرجل أَنهم شجعان إِذْ كَانَ هُوَ قائدهم ومتقدمهم
42 - الْمَعْنى يَقُول كَانَت الْأَيَّام عابسة متجهمة فَلَمَّا أظهرك الله طابت بك الْأَيَّام وَزَالَ عبوسها وَظَهَرت بشاشتها فكأنك ابتسام لَهَا وطلاقة وَهُوَ مَنْقُول من قَول حبيب
(وَيَضْحَكُ الدَّهرُ مِنْهُمْ عنْ غَطارِفة ... كَأنَّ أيَّامَهُمْ مِنْ حَسُسْنِها جُمَعُ}
43 - الْمَعْنى يَدْعُو لَهُ بمغفرة الله وَأَن يُسلمهُ من المخاوف وَيَقُول لَهُ قد أَعْطَيْت مَا لم يُعْطه أحد من أَبنَاء الدُّنْيَا لِأَنَّك تُعْطى الْأَمْوَال الجزيلة وتفيد الْأَمْوَال النبيلة