وَبَيت أبي الطّيب مَنْقُول من كَلَام الْحَكِيم الأشكال لاحقة بأشكالها كَمَا أَن الأضداد مباينة لأضدادها الْمَعْنى يَقُول الدُّنْيَا لَا عقل لَهَا وَكَذَلِكَ أَهلهَا فَشبه الشَّيْء يُقَارِبه أَي إِن الشَّيْء يمِيل إِلَى شكله وَالدُّنْيَا خسيسة فَلذَلِك ألفت الخساس لأَنهم أشكالها فِي اللؤم والشكل إِلَى الشكل أميل وَمن أَمْثَال الْعَامَّة الْجَوْز الفارغ يتدحرج بعضه إِلَى بعض
10 - الْغَرِيب القتام العجاج وقابل بَين الْعُلُوّ والانحطاط الْمَعْنى يُرِيد أَن الْعُلُوّ لَا يدل على شرف الْمحل وَلَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ الْغُبَار سافلا والجيش عَالِيا
11 - الْغَرِيب سامت السَّائِمَة إِذا رعت وأسمتها إِذا رعيتها والمسام الرّعية وَقَوله أسامهم الضَّمِير فِيهِ للملوك الْمُتَقَدِّمين فِي أول القصيدة والرتبة الْمنزلَة الْعَالِيَة فِي شرف الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح المسيم الَّذِي يدبر أُمُور النَّاس مُحْتَاج إِلَى من يديره وَهُوَ مهمل بِلَا نَاظر فِي أمره فَلَو لم يل الْأَمر إِلَّا من يسْتَحقّهُ لخلا النَّاس من خَليفَة يَلِي أَمرهم لِأَنَّهُ لَا يسْتَحق أَن يَلِي عَلَيْهِم وَقَالَ الواحدي رعيتهم أَحَق وَأولى بالإمارة مِنْهُم لَو كَانَت الْإِمَارَة بِالِاسْتِحْقَاقِ وَقَالَ ابْن فورجة المسام المَال الْمُرْسل فِي مراعيه يَقُول هَؤُلَاءِ شَرّ من الْبَهَائِم فَلَو ولى بِالِاسْتِحْقَاقِ لَكَانَ الرَّاعِي لَهُم الْبَهَائِم لِأَنَّهَا أشرف مِنْهُم وأعقل
12 - الْغَرِيب الغواني جمع غانية وَهِي الَّتِي غنيت بحسنها عَن حليها أَو بزوجها الْمَعْنى يَقُول من كَانَ قد جرب الغواني فَإِنَّهُنَّ ضِيَاء فِي الظَّاهِر ظلام فِي الْبَاطِن يُرِيد أَنَّهُنَّ يتعبن من يمِيل إلَيْهِنَّ ويعلق قلبه بحبهن
13 - الْغَرِيب الْحمام الْمَوْت وَالْبَيْت مدرج الْمَعْنى يَقُول إِذا كَانَ الْإِنْسَان فِي شبيبته كَالسَّكْرَانِ وَعند مشيبه مَا يُفَارق الْهم وَالْغَم فالحياة هِيَ الْمَوْت فِي الْحَقِيقَة يُرِيد أَن الْحَيَاة مكدرة لِأَنَّهُ يهتم عِنْد المشيب لما فَاتَ من عمره وَهُوَ فِي غَفلَة