- الْغَرِيب الْعلم هُوَ الْجَبَل المنيف أَرَادَ بِهِ هُنَا شهرته فِي النَّاس والهامة الرَّأْس الْمَعْنى هَذَا يُؤَكد مَا قدم من عذرهمْ فِي الْحَسَد لَهُ أَي كَيفَ لَا يحسدون من صَار كَالْعلمِ فِي كل فضل واشتهر وَصَارَ الْمشَار إِلَيْهِ وَعلا النَّاس كلهم فَصَارَت قدمه فَوق الرُّءُوس يُرِيد علو دَرَجَته وَفِيه نظر إِلَى قَول حبيب
(واْعْذُرْ حَسُودَكَ فِيما قدْ خُصِصْتَ بِهِ ... إنَّ العُلا حَسَنٌ فِي مِثْلِهَا الحَسَدُ)
8 - الْغَرِيب أبسأ الرِّجَال آنسهم بِهِ تَقول بسأت الرجل وبسئت بِهِ بسئا وبسوءا إِذا استأنست بِهِ وناقة بِسوء لَا تمنع الحالب والبهم الْأَبْطَال الْوَاحِد بهمة وَهُوَ الْفَارِس الَّذِي لَا يدْرِي من أَن يُؤْتى من شدَّة بأسه الْمَعْنى يَقُول يهابه أنيسه الَّذِي لَا يُفَارِقهُ وإلفه الَّذِي يألفه فَكيف لَا يحْسد من كَانَ من الهيبة بِحَيْثُ يهابه أنيسه وإلفه وَمن الشجَاعَة بِحَيْثُ تهابه الْأَبْطَال
9 - الْغَرِيب كفاني بِمَعْنى منعنى وَجعل الْكَرم مَالا كَقَوْلِك لَا مَال لزيد إِلَّا الْكَرم فأقامه مقَام المَال الْمَعْنى يَقُول منع عني الذَّم كرمي لِأَنِّي أبذل المَال وأصون بِهِ الْكَرم وَلما جعل الْكَرم مَالا كَانَ يصونه وَيبْخَل بِهِ كَمَا يبخل الْبَخِيل بِالْمَالِ وصيانة الْكَرم بذل المَال
10 - الْغَرِيب اللئام جمع لئيم وَهُوَ الْبَخِيل والعدم الْفقر الْمَعْنى يَقُول لؤم الْغنى يكسبه المذمة لَو كَانَ عَاقِلا وَلَو كَانَ فَقِيرا لسقط عَنهُ المذام لِأَن فقره يقطعهَا عَنهُ وَلَا يظْهر لؤمه لِأَنَّهُ يقْصد والغنى يتَّصل بِهِ الأطماع واللؤم يمْنَع من تحقيقها فَيتَوَجَّه عَلَيْهِ الذَّم وَقَوله يجنى أَي يكْسب لَهُم المذمة
11 - الْغَرِيب التأم الْجرْح إِذا التحم وانسد الْمَعْنى يَقُول اللئام عبيد لأموالهم يخدمونها لأَنهم يتعبون فِي حفظهَا وَجَمعهَا وَكَأن الْأَمْوَال لَيست لَهُم لِأَنَّهَا رُبمَا أَصَابَهَا حَادث فِي حَال حياتهم فَلَا يَنْتَفِعُونَ بهَا