الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح سَأَلته عَن مَعْنَاهُ فَقَالَ أَحَق مَا صرف إِلَيْهِ بكاءك همم النَّاس لِأَنَّهَا قد عفت ودرست فَصَارَ أحدثها عهدا قَدِيما وَقَالَ الْخَطِيب أَحَق عاف بِأَن يبكي عَلَيْهِ همم الْكِرَام لِأَنَّهَا قد عفت كَمَا تَعْفُو الربوع فَهِيَ أَحَق بدمعك من كل الدراسات وَجعل الْقدَم أحدث الْأَشْيَاء عهدا بالهمم أَي دروسها قديم فَلَا همم فِي الأَرْض وَقَالَ الواحدي أولى ذَاهِب دارس ببكائك الهمم الَّتِي قد درست وَذَهَبت أَي إِنَّهَا أولى بالبكاء من الدمن والأطلال ثمَّ ذكر قدم وجودهَا بالمصراع الثَّانِي فَقَالَ لَا عهد لأحد بالهمم لِأَن المحدثات تتأخر عَن الْقدَم وَإِذا كَانَ الْقدَم أحدث الْأَشْيَاء عهدا بهَا فَلَا عهد بهَا لأحد وَهَذَا كَمَا تَقول أحدث النَّاس عهدا بهَا آدم دلّ هَذَا على أَنه لَا عهد بهَا لأحد من النَّاس

2 - الْغَرِيب أصل الْفَلاح الْبَقَاء ثمَّ كثر اسْتِعْمَاله فِي كل خير حَتَّى جعلُوا سَعَة الرزق فلاحا وَقَضَاء الْحَاجة فلاحا الْمَعْنى يَقُول إِنَّمَا يرْتَفع النَّاس بِخِدْمَة الْمُلُوك وينالون بهَا الرّفْعَة وَالْعرب إِذا ملكهم الْعَجم لم يفلحوا لما بَينهمَا من التنافر والتباين وَاخْتِلَاف الطباع واللغة

3 - الْغَرِيب الْحسب الْكَرم وَالْمَال والذمم جمع ذمَّة وَهِي الْأمان وَالْعقد الْمَعْنى يَقُول مُلُوك الْعَجم لَا أدب لَهُم وَلَا عهود وَلَا يرعون ذمَّة

4 - الْغَرِيب الْأُمَم جمع أمة وَهِي الطَّائِفَة من النَّاس الْمَعْنى يُرِيد العبيد الَّذين كَانُوا يؤمرون على النَّاس من الأتراك وَغَيرهم الَّذين كَانُوا أُمَرَاء

5 - الْغَرِيب الْخَزّ ثِيَاب تعْمل من الإبريسم لَا يخالطها قطن وَلَا كتَّان وَلَا تعْمل إِلَّا بِالْكُوفَةِ وَكَانَت تعْمل بِالريِّ قَدِيما الْمَعْنى يَقُول صَار يتكبر حَتَّى أَنه يرى الخرخشنا وَكَانَ قبل يلبس الصُّوف حافيا طَوِيل الْأَظْفَار

6 - الْمَعْنى يَقُول حسادي معذورون فِي حدسهم لي وَأَنا لَا أنكر أَنِّي عُقُوبَة عَلَيْهِم لأَنهم يظْهر نقصهم بزيادتي عَلَيْهِم بفضلى وهم معاقبون بتقدمي عَلَيْهِم فَأَنا غيظ لَهُم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015