(الحَافِظُو عَوْرَةَ العشيرَة لَا ... يَأتِيهِمُ مِنْ وَرَائهِمْ وَكْفُ)

أَرَادَ الحافظون لذَلِك نصب الْعَوْرَة وَقَرَأَ ابْن مُحَيْصِن والمقيمي الصَّلَاة بِالنّصب الْمَعْنى يَقُول أطعناك نِهَايَة الطَّاعَة شَهْوَة منا وأطاعك حاسدوك رغما خوفًا مِنْك قَالَ الواحدي أطعناك كَمَا أطاعك الدَّهْر وَيجوز أَن يكون أطعناك كَمَا نطيع الدَّهْر وَلَا يَنْفَكّ أحد عَن طَاعَة الدَّهْر

32 - الْغَرِيب الْوَهم الظَّن تَقول وهمت فِي الشَّيْء بِالْفَتْح أهم وهما إِذا ذهب وهمك إِلَيْهِ وَأَنت تُرِيدُ غَيره ووهمت فِي الْحساب بِالْكَسْرِ أوهم وهما إِذا غَلطت فِيهِ الْمَعْنى يَقُول وثقنا بِأَن تُعْطِينَا لما تحققنا من جودك فَلَو لم تُعْطِنَا لظننا أَنَّك قد أَعطيتنَا

33 - الْغَرِيب التقريظ مدح الرجل حَيا والتأبين مدحه مَيتا وَأَرَادَ وَظن الَّذِي يدعوني فَحذف الْمَفْعُول وَحذف الْمَفْعُول كثير فِي الْكَلَام الْمَعْنى يَقُول قد عرفت بالثناء عَلَيْك حَتَّى صَار كَأَنَّهُ اسْم لي قَالَ أَبُو الْفَتْح أَنا أمدحك بالشعر فَيَقُول النَّاس هَذَا شَاعِر الْأَمِير فاشتق لي من مدحك اسْم وَهَذَا الْمَعْنى من قَول النَّاس من أَكثر من شَيْء عرف بِهِ وَقد قَالَ جَعْفَر بن كثير لجميل قد مَلَأت الْبِلَاد بِذكر بثينة وَصَارَ اسْمهَا لَك نسبا وَإِنِّي لأظنها حَدِيدَة العرقوب دقيقة الظنوب وَقد نَقله أَبُو الطّيب من البحتري

(وَما أَنا إلاَّ عَبْدُ نِعْمَتكِ الَّتي ... نُسِبتُ إِلَيْهَا دُونَ رَهْطِي وَمعْشرِي)

34 - الْمَعْنى قَالَ الواحدي يَقُول قد نلْت بجودك كل مَا أردْت وَلما أدْركْت ذَلِك طمعت فِيمَا لَا ينَال لِأَن من نَالَ مَا أَرَادَ طمع فِيمَا وَرَاءه مِمَّا لَا يَنَالهُ وَلم يزل بِي هَذَا الطمع حَتَّى صرت أطع فِي إِدْرَاك النُّجُوم كَمَا قَالَ البحتري

(لمَ لَا أمُد يَدِي كَيماَ أنالَ بِها ... زُهْرَ النُّجُومِ إِذا مَا كُنْتَ لي عَضُدَا)

35 - الْغَرِيب الْقرن كُفْء الرجل فِي شجاعنه والجائزة مَا يعطاها الشَّاعِر والكلم الْجرْح الْمَعْنى يَقُول إِذا أجزيتني أَعْطَيْتنِي جَائِزَة وَهِي الْعَطاء فَكل لي ذَهَبا فِي جرح الْقرن إِذا نازلته وجرحته يُرِيد أَنَّك وَاسع الضَّرْبَة فَأعْطى مِقْدَار مَا تسع الضَّرْبَة من الذَّهَب

36 - الْغَرِيب النخوة الْكبر يُرِيد تكبره عَن الدنايا وَعَما يورثه عَيْبا وَيَمِينه ويمان نِسْبَة إِلَى الْيمن والمازق الْحَرْب الْمَعْنى يَقُول تكبرك عَن النقائض ونفسك الَّتِي ترمي بهَا أبدافي المضايق من الْحَرْب يأبيان ذمِّي لَك يُرِيد لَا مَوضِع للذم فِيك لِأَنَّك مترفع عَن كل مَا يزرى بك لِأَنَّك كريم شُجَاع

37 - الْغَرِيب الْقرى الظّهْر والمكمن المخفي والمستتر والدهم الْكَبِير الْمَعْنى يَقُول كم من قَائِل يَقُول لَو كَانَ جسمك على قدر نَفسك وهمتك لسترت وَرَاء ظهرك عسكرا عَظِيما

38 - الْإِعْرَاب نصب الأَرْض بأعنى تَقْدِيره وقائله أعنى الأَرْض وتعجبا مصدر فِي مَوضِع الْحَال الْمَعْنى يَقُول تعجبت الأَرْض وَقَالَت على رجل ثقيل حلمه كثقلى يصف رزانته وَثقل حلمه

39 - الْإِعْرَاب نصب عظما على الْمصدر وَقَالَ أَبُو الْفَتْح نَصبه بعظمت على الْحَال كَقَوْلِك أقبل زيد ركضا فَكَأَنَّهُ قَالَ تعظمت متعظما عَن الْعظم الْمَعْنى تعظمت عظما عَن الْعظم أَي وَهَذَا هُوَ الْعظم لَا طلب الْعظم وَقَالَ الواحدي أَنْت عَظِيم الْقدر وَالنَّفس والهمة فَلم يكلمك النَّاس مهابة لَك فَلَمَّا هابوك تواضعت عَن تِلْكَ العظمة وَهُوَ العظمة لِأَن تواضع الشريف عَن شرفه أشرف من شرفه وَقَوله عظما عَن الْعظم أَي تَعَظُّمًا عَن التعظم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015