- الْإِعْرَاب يتَعَلَّق الظّرْف بوجدنا وَهُوَ مَعْطُوف على قَوْله مَعَ الحزم أَي وَجَدْنَاهُ مَعَ الحزم وَفِي الْحَرْب الْغَرِيب الْقدَم الْإِقْدَام الْمَعْنى يَقُول لَيْسَ عِنْده غير التَّقَدُّم كَقَوْلِهِم تحيتك الضَّرْب وعتابك السَّيْف أَي عنْدك السَّيْف مَكَان العتاب وَالضَّرْب مَكَان التَّحِيَّة فَلَو أَرَادَ التَّأَخُّر كَانَ تَأَخره تقدما أَي لَو أَرَادَ تأخرا لأخره الطَّبْع الْكَرِيم عَن التَّأَخُّر إِلَى التَّقَدُّم

24 - الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح إِذا غضب على مجرم لأجل جرم جناه تجاوزت غضبته قدر المجرم فَكَانَت أعظم مِنْهُ فإمَّا احتقره فَلم يُجَازِهِ وَإِمَّا جازاه فَتَجَاوز عَن قدر جرمه فَأَهْلَكَهُ قَالَ الواحدي هَذَا هوس لَا يُسَاوِي ذكره وَالْمعْنَى بلغت رَحمته إِلَى أَنَّهَا تكَاد تحيي الْعِظَام الْميتَة أَي فضلت عَن الْأَحْيَاء وَأدْركت الْأَمْوَات وغضبه فضل عَن صَاحب الجرم فضلَة هِيَ للجرم مفنية يَعْنِي أَنه يهْلك بغضبته المجرم ويفنى ذَلِك الَّذِي جناه حَتَّى لَا يجنى أحد تِلْكَ الْجِنَايَة وَلَا يَأْتِي بِمثل ذَلِك الجرم خوفًا من غَضَبه فغضبه يفنى المجرم وجرمه الْمَعْنى يَقُول هُوَ رَقِيق الْوَجْه لكرمه وحيائه فَلَو نظر إِلَيْهِ نَاظر لظهر أثر ذَلِك النّظر على رقة وَجهه كأثر الْخَتْم ثمَّ لَا يذهب ذَلِك الْأَثر وَلَا يمحى

26 - الْإِعْرَاب أسكن الغواني ضَرُورَة لِأَنَّهَا مفعول أذاق الْغَرِيب الغواني جمع غانية وَهِي الَّتِي غنيت بحسنها عَن الحلى وَقيل بزوجها وَقيل الَّتِي غنيت بِبَيْت أَبَوَيْهَا فَلم يَقع عَلَيْهَا سباء والصرم الِاسْم من صرمت الرجل إِذا قطعت كَلَامه وأصل الانصرام الِانْقِطَاع الْمَعْنى يَقُول هُوَ عفيف تعشقه النِّسَاء ويعف فَلَا يواصلهن فيكافهن عني بِمَا فعلن بِي

27 - الْغَرِيب الفدى يقصر إِذا فتحت الْفَاء وَإِذا كسرت قصر وَمد والغبراء الأَرْض والأبى بِمَعْنى الآبي وَهُوَ الَّذِي يَأْبَى الدنايا والجائد الْفَاعِل من جاد يجود وَالْقَرْمُ السَّيِّد وَأَصله الْبَعِير المكرم الَّذِي لَا يحمل عَلَيْهِ بل يكون للفحلة الْمَعْنى يَقُول كل من على الأَرْض يفدون هَذَا الممدوح وأولهم أَنا لِأَنَّهُ سيدهم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015