على الْحَرْف والحرف بِالْفِعْلِ أشبه بِالِاسْمِ من حَيْثُ إِن الْفِعْل جَاءَ ثَانِيًا وَالِاسْم أَولا فالحرف بِهَذَا الثَّانِي أشبه مِنْهُ بِالْأَصْلِ وَقَالَ الْكَلْبِيّ لات بلغَة الْيمن بِمَعْنى لَيْسَ فَهَذَا يُشِير إِلَى أَن التَّاء أَصْلِيَّة لَا زَائِدَة وَقَالَ الْفراء مَا بعد لات نصب بلات لِأَنَّهَا فِي معنى لَيْسَ أَي لَيْسَ الْوَقْت حِين مناص وَقَالَ الزّجاج الرّفْع جَائِز على أَنه اسْم لَيْسَ وَالْخَبَر مُضْمر أَي لَيْسَ حِين منجى ذَلِك الْغَرِيب المصطبر بِمَعْنى الاصطبار والمقتحم كَذَلِك بِمَعْنى الاقتحام وَهُوَ الدُّخُول فِي الشَّيْء الْمَعْنى يَقُول تكلفت الصَّبْر حَتَّى لم يبْق اصطبار فَالْآن أقحم وَأورد نَفسِي المهالك وأوقعها فِي الحروب حَتَّى أدْرك مرادي فَلَا يبْقى اقتحام يُرِيد أَنه يحمل نَفسه على العظائم وَيَرْمِي بهَا فِي المهالك
19 - الْغَرِيب ساهمة متغيرة الْوُجُوه وَسَهْم وَجهه يُسهم إِذا تغير سهوما وَقَامَت الْحَرْب على سَاق إِذا اشتدت الْمَعْنى يَقُول لأكلفن الْخَيل من الْحَرْب مَا يُغير ألوانها ولأتركن الْحَرْب قَائِمَة كانتصاب السَّاق على الْقدَم لشدتها
20 - الْإِعْرَاب الطعْن ابْتِدَاء وَالْوَاو وَاو الِابْتِدَاء الْغَرِيب الزّجر الصياح عِنْد الاقتحام فِي الْحَرْب أَو فِي المَاء ويروى وَالضَّرْب ويروى بخرقها بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة واللمم الْجُنُون يُرِيد أَنَّهَا تضطرب لما يلْحقهَا من ألم الطعْن الْمَعْنى الطعْن يعْمل فِيهَا عمل النَّار حَتَّى كَأَنَّهُ يحرقها وَالضَّرْب والزجر يمْنَعهَا عَن التَّأَخُّر ويقلقها أَي يحركها فَكَأَن بهَا جنونا من شدَّة اضطرابها
21 - الْغَرِيب كلمتها من الْجراح أَي جرحتها كالحة قد فتحت أفواهها لما بهَا من الْجراح والصاب نبت مر قَالَ أَبُو ذويب الْهُذلِيّ
(إِنِّي أرقْتُ فَبِتُّ اللَّيْلَ متشجراُ ... كأنَّ عينيَ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوحُ)
واللجم جمع لجام الْمَعْنى الْخَيل عابسة فَاتِحَة أفواهها لما بهَا من ألم الْجراح كَأَن الصاب ذَر على لجمها فَهِيَ تكره أَن تطلق أفواهها ويروى معصور بالراء