(يَبْكي فَيُلْقِي الدُّرَّ منْ نرْجِسٍ ... وَيَلْطُمُ الوَرْدَ بِعُنَّابِ)
وَمثله لِابْنِ الرُّومِي
(كأنَّ تلْك الدمُوعَ قَطرُ نَدىً ... يَقْطُرُ مِنْ نَرْجِسٍ عَلى وَرْدِ)
وَأحسن فِيهِ الوأواء الدِّمَشْقِي بقوله
(فَأمْطرتْ لؤْلؤاً من نَرْجِسْ وَسَقَتْ ... وَرْداً وَعَضَّتْ على العُنَّابِ بالبرَدِ)
9 - الْإِعْرَاب رويد اسْم من أَسمَاء الْفِعْل أَي أمْهل وارفق وَانْظُر مثل صه ومه وَنصب حكمك بِهِ غير منصفه قَالَ ابْن القطاع يحْتَمل وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن يكون حَالا من المخاطبة وَالْعَامِل فِيهِ حكمك يُرِيد أَن تحكمي غير منصفة وَالثَّانِي أَن يكون نِدَاء مُضَافا يُرِيد يَا غير منصفة فَحذف حرف النداء وَمن حكم فِي مَوضِع الْحَال أَي أفديك حاكمة الْمَعْنى يَقُول أَنا أفديك بِالنَّاسِ كلهم حاكمة وَإِن جرت عَليّ فِي الحكم فأمهلي وأقلي فَأَنت ظالمة لي
10 - الْغَرِيب أجننت الشَّيْء سترته وكتمته والجزع الْخَوْف الْمَعْنى يَقُول قد وافقتيني فِي ظَاهر الْجزع للفراق وَلم تضمري مَا أضمرته من وَجَعه كَقَوْل الناشى
(لَفْظي وَلفْظُكِ بالشَّكْوَى قد ائْتلَفا ... يَا لَيْتَ شِعرِي فَقَلْبانا لِمَ اخْتَلفا)
11 - الْإِعْرَاب تَأْوِيل إِذا إِن كَانَ الْأَمر كَمَا جرى أَو كَمَا ذكرت يَقُول الْقَائِل زيد يصير إِلَيْك فَتَقول إِذا أكْرمه أَي إِن كَانَ الْأَمر على مَا تصف وَقع إكرامه وَهُوَ هَاهُنَا أَنه ذكر أَنَّهَا لم تستر الْأَلَم كَأَنَّهُ قَالَ لَو سترت من الْأَلَم مَا سترته إِذا لبزك الْغَرِيب بزه سلبه وَفِي الْمثل من غز بز الْمَعْنى يَقُول لَو أخفيت وسترت من الْأَلَم مَا سنرت إِذا لسلبك أقل جُزْء مِنْهُ الْحسن فَأذْهب حسنك وكساك ثوبي السقم وثنى الثَّوْب على عَادَة النَّاس إِزَار ورداء للْعَرَب وهم يسمونهما الْحلَّة فَكَأَنَّهُ قَالَ وكساك حلَّة السقم