- 1 الْإِعْرَاب قَالَ الْخَطِيب يحْتَمل المصراع الأول وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن يكون مستغنيا بِنَفسِهِ أَي كفى لومك فَأَنِّي أَرَانِي ألوم مِنْك أَي أَكثر مِنْك لوما لنَفْسي وَالْآخر أَن يكون مُتَعَلقا بِالثَّانِي فَيكون هم فَاعل أَرَانِي وَإِذا حمل على الأول كَانَ هم مَرْفُوعا بابتداء مُضْمر أَي هَذَا هم أَو بِفعل يُرِيد أصابني هم قَالَ أَبُو الْفَتْح وفى أنجم ضمير يعود على الْفُؤَاد أَي ذهب بِهِ كَمَا يذهب السَّحَاب النَّجْم وألوم بِمَعْنى أَحَق بالملامة مني وَقَالَ الواحدي قَالَ ابْن جنى أَرَانِي هَذَا الْهم لومك إيَّايَ أَحَق بِأَن يلام مني وعَلى مَا قَالَ ألوم مبْنى من الملوم وأفعل لَا يبْنى من الْمَفْعُول إِلَّا شاذا وَقَالَ قوم ألوم من المليم وَهُوَ الَّذِي يسْتَحق اللوم يقوم الْهم أَرَانِي لومك أبلغ فِي الإلامة وَاسْتِحْقَاق اللوم وَهَذَا أبلغ فِي الشدوذ كَمَا ذكر ابْن جنى انْتهى كَلَامه وَلَيْسَ كَمَا قَالَ إِنَّه مبْنى من الملوم لِأَنَّهُ قَالَ فِي مَعْنَاهُ أَحَق بِأَن يلام فَيكون من الإلامة وَابْن جنى أعرف مِنْهُ بالتصريف الْغَرِيب كفى دعى واتركي وَأرَانِي عرفني وأنجم أقلع يُقَال أنجمت السَّمَاء إِذا أقلعت من الْمَطَر وَقَالَ الواحدي ألوم فعل مَاض من الملام وأجراه على الأَصْل كَقَوْل الآخر
(صَدَدْتِ فَأطْوَلْتِ الصُّدُودَ وَقَلَّما ... وِصَالٌ عَلى طُول الصدُود يَدُومُ)
أَرَادَ فأطلت وَقَالَ لَا يُقَال فُؤَاده منجم وَلَا أنجم فُؤَاده وَلكنه اسْتعْمل فِي مُقَابلَة أَقَامَ على الضِّدّ الْمَعْنى يَقُول للعاذلة اتركي عذلي فقد أَرَانِي لومك أبلغ تَأْثِيرا أَو اشد على هم مُقيم على فُؤَاده راحل ذَاهِب مَعَ الحبيب والمحزون لَا يُطيق اسْتِمَاع اللوم فَهُوَ يَقُول لومك أوجع فِي هَذِه الْحَالة فَكفى عَنى وَفِيه نظر إِلَى قَول عمر بن أبي ربيعَة
(تَقُولُ وَتُظْهِر وجدْاً بِنا ... وَوَجْدِىَ لَوْ أظْهَرَتْ أوْجَدُ)