وَمِنْه قَول طرفَة

(أشَجاكَ الرَّبْعُ أمْ قِدَمُهْ ... أمْ رَمادٌ دَارِسٌ حُمَمُهْ)

الْمَعْنى يَقُول عبرت تقدم الْجَيْش إِلَى بلد أَي تقدم فرسانك وَقد قتلت أهل الْبَلَد فصاروا عظاما بالية وأحرقت مساكنهم فَصَارَت حمما

30 - الْإِعْرَاب الضَّمِير الْمَجْرُور عَائِد على قوم سيف الدولة الَّذين ذكرهم فِي قَوْله حاملة قوما التَّقْدِير وَفِي أكف الْقَوْم الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح يُرِيد سيوفا كالنار فِي الصفاء والجوهر قبل الْمَجُوس يُرِيد أَنَّهَا عَتيق قديمَة وَقَالَ الْخَطِيب يُرِيد بالنَّار السيوف شبهها بالنَّار اضطراما وإهلاكا وعبادتهم السيوف اشتمالهم بهَا كَمَا يشْتَمل الْمُسلمُونَ بالصحف وَالنَّصَارَى بالصلب وَقَالَ الواحدي يَعْنِي السيوف الَّتِي كَانَت مطاعة فِي كل وَقت قبل أَن عبدت الْمَجُوس النَّار وَهِي نَار تضطرم إِلَى هَذَا الْيَوْم أَي توقد وتبرق

31 - الْغَرِيب هندية منسوبة إِلَى الْهِنْد الْأَعْرَاب جزم الشَّرْط وَلم يَأْتِ لَهُ بِجَوَاب مجزوم وَلَا بِمَا يقوم مقَامه وَالْأولَى فِي الشَّرْط وَالْجَوَاب إِذا كَانَا فعلين أَن يَكُونَا مُسْتَقْبلين وَيجوز أَن يَكُونَا ماضيين وَيجوز أَن يكون الشَّرْط مَاضِيا وَالْجَوَاب مضارعا وَبِالْعَكْسِ كَهَذا وَهُوَ أضعفها لِأَن الشَّرْط إِذا أثر فِي الشَّرْط يُرِيد أَن يُؤثر فِي الْجَواب وَذكر عبد القاهر أَن الشَّرْط إِذا كَانَ مَاضِيا وَالْجَوَاب مضارعا جَازَ فِيهِ الْجَزْم وَالرَّفْع وَأنْشد بَيت زُهَيْر

(وَإنْ أتاهُ خَلِيلٌ يَوْمَ مَسْغَبَةٍ ... يَقُولُ لَا غائِبٌ مالِي وَلا حَرْمُ)

وَهَذَا قَول مَرْدُود لِأَن سِيبَوَيْهٍ يَجْعَل هَذَا ضَرُورَة فِي الشّعْر وَالشّرط معترض وَيَقُول خبر لَا جَوَاب وَمَوْضِع الضَّرُورَة يُؤَخر الْخَبَر إِلَى مَوضِع الِاعْتِرَاض وَيقدم الِاعْتِرَاض إِلَى مَوضِع الْخَبَر وَجَوَاب الشَّرْط مَحْذُوف دلّ عَلَيْهِ قَوْله يَقُول وَوجه التَّأْخِير أَن الْمَعْنى يَقُول لَا غَائِب مَالِي إِن أَتَاهُ خَلِيل الْمَعْنى يَقُول هَذِه السيوف من صغرته صغر وَمن عَظمته عظم

32 - الْمَعْنى يُرِيد أَن سيوفك لما قاسمتها هَذِه الْبَلدة أعطيتهَا الْأَبْطَال فأهلكتهم وَأخذت أَنْت النِّسَاء وَالصبيان سهيا فَكَانَت هَذِه الْمُقَاسَمَة بَيْنكُمَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015