الْمَعْنى يَقُول حَتَّى وَردت هَذِه الْخَيل بحيرة هَذَا الْموضع وكرعت المَاء فَسمع للجمعها نشيش فِي أشداقها من شدَّة حرارة الْحَدِيد يُرِيد أَنَّهَا كَانَت محماة فَلَمَّا أَصَابَهَا المَاء نشت وَيُشِير إِلَى أَنَّهَا وَردت المَاء بلجمها لسرعتها حَتَّى لم يقدروا أَن ينزعوا عَنْهَا اللجم للسرعة بل كرعت فِي المَاء بلجمها
21 - الْإِعْرَاب الضَّمِير فِي ترعى للخيل والظبا مفعول لترعى الْغَرِيب هنزيط من بِلَاد الرّوم والظبا جمع ظبة وَهِي ظبة السَّيْف والخصيب الْمَكَان الْكثير النَّبَات واللمم جمع لمة وَهُوَ مَا ألم بالمنكب من الشّعْر وجائلة تجول للغارة الْمَعْنى يَقُول أَصبَحت هَذِه الْخَيل بِهَذَا الْمَكَان تجول للغارة وَالْقَتْل وَالسُّيُوف ترعى فِي مَكَان خصيب من رُءُوسهم إِلَّا أَن نبته الشّعْر قَالَ الواحدي وَالْمعْنَى أَن السيوف تصل من الرُّءُوس إِلَى مَكَان مثل مَا يصل إِلَيْهِ المَال الرَّاعِي فِي الْبَلَد الخصيب أَي إِن الرُّءُوس تنْبت الشّعْر كَمَا ينْبت الْبَلَد الخصيب الْكلأ وَهُوَ قَول أبي الْفَتْح وَنَقله حرفا فحرفا
22 - الْغَرِيب الْخلد ضرب من الفأر لَيست لَهُ عُيُون الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح وَنَقله الواحدي يَعْنِي أَن الرّوم كَانُوا قسمَيْنِ قسما دخلُوا المطامير والأسراب كالفأر إِذا فزعت من شَيْء دخلت جحرها وقسما صعدوا الْجبَال واعتصموا بهَا كالبازي يطير علوا من الأَرْض فَجعل من دخل الأسراب خلدا ذَات أعين وَمن تحصن بالجبال بزاة لَهَا أَقْدَام وَالْمرَاد بالفريقين النَّاس قَالَ وَالْمعْنَى مَا تركت السيوف إنْسَانا دخل تَحت الأَرْض فَصَارَ كالخلد وَلَا من تعلق بِرَأْس الْجَبَل كالبازي إِلَّا أهلكته وَقَالَ ابْن القطاع مَا تركن من هُوَ فِي ضعفه وخفاء مَكَانَهُ كالخلد إِلَّا أَنه ذُو بصر يَعْنِي إنْسَانا وَلَا تركن من هُوَ كالبازي فِي ارتفاعه إِلَّا أَنه ذُو قدم يَعْنِي إنْسَانا
23 - الْغَرِيب الهزبر الْأسد واللبد جمع لبدة وَهِي مَا على كَتِفي الْأسد من شعره والمهاة بقرة الْوَحْش والحشم الخدم وَهِي حَاشِيَة الْإِنْسَان الْعَظِيم الْمَعْنى يَقُول وَلَا تركت السيوف هزبرا يَعْنِي فَارِسًا بطلا وَجعل درعه لَهُ بمَكَان اللبدة للأسد وَلَا تركت امْرَأَة حسناء كَأَنَّهَا فِي حسن عينيها بقرة وحشية وَلها من جِنْسهَا وشكلها خدم يخدمونها