- الْغَرِيب محفاة أَي قد حفيت من الطراد مقودة أَي يَقُودهَا من بلد إِلَى بلد وبار مَدِينَة قديمَة الخراب وَهِي من مسَاكِن الْجِنّ قَالَ أَبُو الْفَتْح وَهِي مَبْنِيَّة على الْكسر مثل حذام وقطام وَرُبمَا أعربوها وَلم يصرفوها وإرم جيل من النَّاس يُقَال إِنَّهُم عَاد وَقَالَ جمَاعَة من أهل التَّفْسِير فِي قَوْله تَعَالَى {ألم تَرَ كَيفَ فعل رَبك بعاد إرم} إِن إرم بدل من عَاد وَقَالَ قوم عطف بَيَان فعلى هَذَا يكون عَاد إرم الْمَعْنى قَالَ الواحدي هُوَ الَّذِي رد الْخَيل عَن غَزَوَاته وَقد حفيت من كَثْرَة الْمَشْي يَقُودهَا من كل بلد مثل وبار فِي الْهَلَاك وَأَهْلهَا باروا وهلكوا هَلَاك إرم وَلَيْسَ يُرِيد أَن وبار أَهلهَا إرم بل يُرِيد أَن الديار الَّتِي رد عَنْهَا خيله كَانَت كوبار خرابا وَأَهْلهَا كإرم هَلَاكًا
11 - الْغَرِيب تل بطرِيق مَوضِع بِبِلَاد الرّوم بِقرب ملطية وقنسرون مَدِينَة من أَعمال حلب وَكَذَلِكَ الأجم مَوضِع بِالشَّام الْإِعْرَاب من روى ساكنها على على تَأْنِيث الضَّمِير فَإِنَّمَا أنث وَهُوَ مُذَكّر على إِرَادَة الْبَلدة أَو الْمَدِينَة وَمن روى تذكير الضَّمِير فَهُوَ على اللَّفْظ لِأَن تل بطرِيق مُذَكّر اللَّفْظ وقنسرون الأجود فِيهِ فتح النُّون كَأَنَّهُ جمع قنسر وَمثله فعلل بِوَزْن علكد وهلقف وَيُقَال بِكَسْر النُّون وَلَا يعرف فِي الْكَلَام فعلل بِكَسْر الْعين وَأنْشد أَحْمد بن يحيى ثَعْلَب
(سَقى اللهُ فِتْيانا وَرَائي تَرَكْتُهُمْ ... بِحاضِرِ قِنَّسْرِينَ مِنْ سَبَلِ القَطْرِ)
الْمَعْنى هَذَا تَفْسِير لقَوْله من كل مثل وبار أَي كتل بطرِيق الَّذِي غر أَهله أَنَّك بعيد عَنْهُم لَا تقدر على قطع مَا بَيْنك وبيهم من الْمسَافَة لِأَن قنسرين بِالشَّام والجم بِقرب الْفُرَات وَبَينهمَا وَبَين تل بطرِيق مَسَافَة بعيدَة
12 - الْإِعْرَاب ظنهم بِالْجَرِّ عطفا على مَا دخلت عَلَيْهِ الْبَاء من قَوْله بِأَن دَارك أَي واغتروا بظنهم وَقد روى بِالرَّفْع فَيكون فَاعِلا تَقْدِيره وغرهم ظنهم الْمَعْنى يَقُول اغتروا بظنهم أَنَّك كالمصباح فِي حلب وَمَتى مَا فَارقهَا أظلمت لِأَنَّك إِن ارتحلت عَنْهَا وبعدت انتقضت عَلَيْك ولايتها