(أَبَا عُرْوَ لَا تَبْعَدْ فَكُلُّ ابْنِ حُرَّة ... سَيَدْعُوهُ دَاعِي مِيتَةٍ فَيُجِبُ)
والبصريون يُنكرُونَ هَذِه الرِّوَايَة وَيَقُولُونَ أيا عرو على النداء اهـ كَلَامهمَا ذهب أَصْحَابنَا إِلَى جَوَاز ترخيم الْمُضَاف وأوقعوا التَّرْخِيم فِي آخر الِاسْم الْمُضَاف إِلَيْهِ وحجتهم أَنه قد جَاءَ فِي أشعار الْعَرَب القدماء كَقَوْل زُهَيْر بن أبي سلمى
(خُذوا حَظكمْ يَا آل عِكرِمَ واحفظُوا ... أوَاضِرَنا وَالرّحْمُ بالغَيْبِ تُذكَرُ) أَرَادَ يَا آل عِكْرِمَة فَحذف للترخيم وَهُوَ عِكْرِمَة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مُضر أَبُو قبائل كَثِيرَة من قيس وكقول الآخر
(إمَّا تَرَيْني اليَوْمَ أُمَّ حَمْزِ ... قارَبتُ بَينَ عَنَقِي وَجْمزِى) أَرَادَ أمّ حَمْزَة والشواهد كَثِيرَة وَقد جَاءَ التَّرْخِيم فِي قَول جرير
(أَلا أضْحَتْ خِيامُكُمُ رِماما ... وَأضْحَتْ منْكَ شاسعَةً أُماما) فَهَذَا ترخيم فِي غير النداء على من قَالَ يَا حَار بِالْكَسْرِ الْغَرِيب الأغتام وصف توصيف بِهِ الأغبياء الْجُهَّال من قَوْلهم يَوْم غتم إِذا كَانَ شَدِيد الحرّ قَالَ الراجز
(حَرَّقَها حَمْضُ بِلاد فِل ... وَغَتمُ نَجْمٍ غَيْرِ مُسْتَقِلْ)
أَي غير مُرْتَفع لثبات الْحر الْمَنْسُوب إِلَيْهِ وَالْحر يشْتَد عِنْد طُلُوع الشعري الَّتِي فِي الجوزاء والغتمة العجمة والأغتم الَّذِي لَا يفصح شَيْئا وَالْجمع غتم وأغتام الْمَعْنى يَقُول هَؤُلَاءِ الَّذين عصوك أهلكتهم لقلَّة رَأْيهمْ وَكَثْرَة جهلهم حِين عصوك
24 - الْغَرِيب يرْوى الْمنية بدل الأسنة والمنية الْمَوْت والجور خلاف الْعدْل وَجمع الْمنية منايا وَلَيْسَ بِشَيْء وَالأَصَح الأسنة وَلِهَذَا قَالَ وَهن فَجمع الضَّمِير فِي الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر وَمن روى الْمنية أَرَادَ بهَا المنايا وَلَيْسَ هُوَ بِشَيْء إِلَّا أَنى وَجدتهَا فِي بعض النّسخ فَذَكرتهَا حَتَّى لَا أخل بِشَيْء على حسب الطَّاقَة
25 - الْغَرِيب خلل الْبيُوت هُوَ حَشْو أَو فِيهِ التَّنْبِيه على غزوهم فِي خلال دُورهمْ الْمَعْنى يَقُول لما عصوك غزوتهم فِي دُورهمْ ومواطنهم وَفرقت بَين رُءُوسهم وأجسامهم