- 1 الْغَرِيب الإصماء إِصَابَة المقتل فِي الرمى أصماه إِذا قَتله والمرام الْمطلب الْمَعْنى يَقُول إِذا طلب شَيْئا أصَاب خَالص مَا طلبه ويربى عداهُ ريشها هُوَ مثل، وَذَلِكَ أَن السِّهَام إِنَّمَا تنفذ بريشها وأعداؤه يجمعُونَ الْأَمْوَال وَالْعدَد لَهُ لِأَنَّهُ يَأْخُذهَا، فيقوى بهَا على قِتَالهمْ فكأنهم يربون الريش لسهامه حَيْثُ يجمعُونَ المَال لَهُ فالريش مثل لأموالهم والسهام مثل لَهُ وَقَالَ أَبُو الْفَتْح يحْتَمل أَمريْن أَحدهمَا أَن يكون يربون الريش فَإِذا تَكَامل رَمَاه الممدوح بسهامه أَي أَن الطَّائِر يكون فرخا فَلَا يكمل حَتَّى يتم ريشه فهم يربونه إِلَى أَن يصلح أَن يصاد وَالْآخر أَن الْأَعْدَاء يربون ريشهم ليأخذه فيريش بِهِ سهامه فَيكون فعلهم قُوَّة لَهُ وَالْعرب تكنى بالريش عَن حسن الْحَال راش فلَان فلَانا كَأَنَّهُ جعل لَهُ ريشا ينْهض بِهِ
2 - الْغَرِيب الإقطاع مَا أقطعه من الْبِلَاد والطرف الْفرس والحسام السَّيْف الْقَاطِع الْمَعْنى يَقُول كل مَا أَنا فِيهِ من مواهبه وإنعامه فيخبر عَن نَفسه أَنى أَسِير إِلَى مَا أقطعني من الأَرْض فِيمَا خلعه عَليّ من الثِّيَاب ممتطيا لما حَملَنِي عَلَيْهِ من الْخَيل خَارِجا مِمَّا أسكننيه من الْمنَازل مُمْتَنعا بِمَا قلدنيه من السِّلَاح وَهَذَا الْمَعْنى قد أجمله النَّابِغَة فِي قَوْله
(لما أغْفَلْتُ شُكْرَكَ فانْتَصِحْنٍ ي ... وَكيَفَ وَمِنْ عَطائِكَ جُلُّ مَا لِي)
وَقد فَصله النَّابِغَة بقوله أَيْضا
(وَإنَّ تِلادِي إِن ذكرتُ وشِكَّتى ... وَمُهْرِي وَمَا ضَمَّتْ إلىَّ الأنامِلُ)
(حبِاؤُكَ وَالعَيَْسُ العتِاقُ كأنَّها ... هِجانُ المَها تَرْدِى علَيها الرَّحائِلُ) قَالَ أَبُو نواس
(وكُلُّ خَير عِنْدَهم مِنْ عِنْدِه ... )