- الْغَرِيب كلمى جرحى وَهُوَ جمع كليم وهزيمة مهزومة وَهُوَ من بَاب فعيل بِمَعْنى مفعول والوضاح الْوَاضِح الْمَعْنى يَقُول تمر بك الْجَرْحى من الْأَبْطَال منهزمين وكلمى مستسلمين وَذَلِكَ لَا يثنى عزمك وَلَا يضعف نَفسك بل كنت حِينَئِذٍ وضاحا غير متخوف وبساما غير متضجر واثقا من الله بنصره متيقنا بِمَا وصلك بِهِ من جميل صنعه وَهُوَ من قَول مُسلم ابْن الْوَلِيد
(يَفْترُّ عِنْد اقْتِرابِ الحَرْبِ مُبْتَسِمِاً ... إذَا تَغَيرَ وَجْهُ الفارِسِ البَطَلِ)
24 - الْغَرِيب النهى جمع نهية وَهِي الْعقل الْمَعْنى قَالَ الواحدى يَقُول مَا فِيك من الفطانة يتَجَاوَز حد الْعقل لِأَنَّهُ يدْرك الْعقل مَا تُدْرِكهُ أَنْت وَمَا فِيك من الشجَاعَة قد تجَاوز الْحَد إِلَى مَا تَقوله النَّاس فِيك من أَنَّك عَالم بِالْغَيْبِ لِأَنَّك كدت أَن تعرف مَا تصير إِلَيْهِ من الظفر فَلَا تحذر الْمَوْت لعلمك أَن الْعَاقِبَة لَك وَقَالَ أَبُو الْفَتْح فِي آخِره بعض التنافر لأوله لِأَن الشجَاعَة لَا تذكر مَعَ علم الْغَيْب وَلَوْلَا أَنه ذكر الْعقل لَكَانَ أَشد تباينا لِأَن الْعَاقِل عَارِف بأعقاب الْأُمُور وَلَو كَانَ مَوضِع الشجَاعَة الفطانة لَكَانَ أليق بِعلم الْغَيْب إِلَّا أَنه كَانَ فِي ذكر الْحَرْب وَكَانَت الشجَاعَة من أَلْفَاظ وصفهَا وَيجوز أَن يكون ذكر الشجَاعَة مَعَ علم الْغَيْب أَنه كَانَ قد عرف مَا يصير إِلَيْهِ فشجع وَلم يحذر الْمَوْت انهى كَلَامه وَالْمعْنَى أَنَّك أظهرت من إقدامك وعزمك وسماحتك بمهجتك مَا صدق قَول قوم فِيك إِنَّك تعلم الْغَيْب يُرِيد غيب مآل أَمرك فِي الظفر فَلم تحفل بِشدَّة الْحَرْب وتيقنت مَا ختم الله لَك بِهِ من التأييد فأمنت مخاوف الْقَتْل فَحِينَئِذٍ كنت وضاحا بساما عِنْد شدَّة الْحَرْب
25 - الْغَرِيب الجناحان جانبا الْعَسْكَر من جناحي الطَّائِر والخوافي أَربع ريشات تتلو أَرْبعا قبلهَا من جناحي الطَّائِر والقوادم أَربع ريشات فِي أول جناحي الطَّائِر وَعَلَيْهَا معوله فِي طيرانه وَأَرَادَ بالجناحين الميمنة والميسرة وهما جانبا الْعَسْكَر وَلما سَمَّاهَا جناحين جعل رجالهما خوافي وقوادم والجناح يشْتَمل على القوادم والخوافي الْمَعْنى يَقُول لففت جناحي الْعَسْكَر على الْقلب فأهلكت الْجَمِيع بقتلك أَوَّلهمْ وَآخرهمْ يُرِيد أَنَّك ضممت جناحي جَيش الرّوم ضمة مُنكرَة وشددت فِي الْجَيْش شدَّة صَادِقَة قتلت بهَا مِنْهُم من كَانَت مَنْزِلَته فِي إنهاض الْخَمِيس منزلَة الخوافي والقوادم من