- الْغَرِيب الطريدة المطرودة وفعيل بِمَعْنى مفعول كثير فِي الْكَلَام نَحْو قَتِيل وأسير والخطى الرماح وأصل الرغم أَن يلتصق الْأنف بِالتُّرَابِ الْمَعْنى جعلهَا طريدة الدَّهْر بِأَن سلط عَلَيْهَا الرّوم حَتَّى أخربوها فَأَعَادَ بناءها سيف الدولة وردهَا على أهل الْإِسْلَام برغم الدَّهْر حِين خَالفه فِيمَا قصد فَهُوَ يُخَاطب سيف الدولة بقوله كَانَت هَذِه الْمَدِينَة طريدة دهر أخرجهَا الدَّهْر عَن مدن الْإِسْلَام وأزعجها من بَينهم لعدم الْعمرَان فرددتها على الْإِسْلَام بتعميرك لَهَا واغتصبتها من الرّوم بدفعهم عَنْهَا وغالبت الدَّهْر الَّذِي ساعدهم عَلَيْهَا فغلبته وقارعته دونهَا فأرغمته
12 - الْغَرِيب تفيت تفعل من الْفَوْت والغوا رم جمع غارمة الْمَعْنى قَالَ الواحدى اللَّيَالِي إِذا أخذت شَيْئا ذهبت بِهِ فَإِن أخذت مِنْك غرمت لِأَنَّك تلزمها الغرامة قَالَ وَيجوز أَن يكون تفيت مُخَاطبَة على رِوَايَة من روى أَخَذته بِالتَّاءِ يَقُول إِذا سلبت اللَّيَالِي شَيْئا أفته عَلَيْهَا فَلم تقدر على اسْتِرْدَاده وَهِي إِذا أخذت مِنْك شَيْئا غرمت يَعْنِي أَنْت أقوى من الدَّهْر فَإِنَّهُ لَا يقدر على مخالفتك وَهَذَا من قَول الآخر
(فَما أدْرَكَ السَّاعُونَ فِبنا بوِتْرِهِمْ ... وَلا فاتَنا مِنْ سِائرِ النَّاس وَاترِ)
وكقول الطرماح
(إنْ نأْخُذَ النَّاسَ لَا تُدْرَكْ أخيذَتُنا ... أوْ نَطَّلِبْ نَتَعَدَّ الحَقَّ فِي الطَّلَبِ)
وَقَالَ الْخَطِيب وَابْن القطاع كِلَاهُمَا اشْتَركَا فِي اللَّفْظ وَالْمعْنَى قَالَا من رَوَاهُ بالنُّون أفسد الْمَعْنى قَالَ ابْن القطاع قَالَ لي شَيْخي مُحَمَّد بن الْبَراء التَّمِيمِي قَالَ لي صَالح بن رشد قَرَأت على المتنبي أحذنه بالنُّون فَقَالَ صحفت يَا أَبَا عَليّ قلت وَكَيف قلت فَقَالَ قلت أَخَذته بِالتَّاءِ لِأَنِّي لَو قلت بالنُّون لأفسدت الْمَعْنى وَالْإِعْرَاب ونقضت قولي فِي آخر الْبَيْت وَذَلِكَ أَن تفيت يتَعَدَّى إِلَى مفعولين فَإِذا جعلت اللَّيَالِي فَاعله ونصبت كل شَيْء لم يكن مفعول ثَان ففسد الْإِعْرَاب وَإِذا قلت بِالتَّاءِ جعلت اللَّيَالِي مَفْعُولا أول وكل شَيْء ثَانِيًا وَأما فَسَاد الْمَعْنى فَلَو جعلت اللَّيَالِي الفاعلة لجعلتها تفيت كل شَيْء وَلَا تغرمه ثمَّ نقضته بِقَوْلِي وَهن لما يَأْخُذن مِنْك غوارم وَإِنَّمَا الْمَعْنى تفيت يَا سيف الدولة اللَّيَالِي كل شَيْء أَخَذته مِنْهَا فَلَا تغرمه لَهَا وَهن غوارم لَك مَا يَأْخُذن فصح الْمَعْنى
13 - الْغَرِيب الْفِعْل الْمُضَارع مَا كَانَ فِيهِ إِحْدَى الزَّوَائِد الْأَرْبَع الْألف للمتكلم