- الْغَرِيب تصافحت تلاقت بالصفاح وَهِي السيوف واللمم جمع لمة وَهِي الشّعْر إِذا ألم بالمنكب الْمَعْنى يَقُول لَيْسَ يحلو لَك ظفر تناله وأمل فِي عَدوك تبلغه إِلَّا أَن يكون ذَلِك بعد مصادمة وقتال ومجالدة ونزال وَبعد مصافحة سيوفك رُءُوسهم وتباشر سِلَاحك خيولهم فَهَذَا هُوَ الظفر الحلو عنْدك

12 - الْغَرِيب الْخِصَام الْمُخَاصمَة والخصم يَقع على الْوَاحِد وَالْجَمَاعَة قَالَ الله تَعَالَى {وَهل أَتَاك نبأ الْخصم إِذْ تسوروا الْمِحْرَاب} الْمَعْنى يَقُول لسيف الدولة يَا أعدل النَّاس فِي أَحْكَامه وَأكْرمهمْ فِي أَفعاله إِلَّا فِي معاملتي فَإِنَّهُ يخرجني عَن عدله ويضيق على مَا قد بسط من فَضله فِيك خصامي وتعبي وَأَنت خصمي وحكمي فَأَنا أخاصمك إِلَى نَفسك وأستدعي عَلَيْك حكمك قَالَ أَبُو الْفَتْح هَذِه شكوى مفرطة لِأَنَّهُ قَالَ فِي مَوضِع آخر

(وَما يُوجعُ الحرْمانُ منْ كَفّ حارِم ... كَمَا يُوجِعُ الحِرْمانُ من كفّ رَازِقِ)

وَإِذا كَانَ عدلا فِي النَّاس كلهم إِلَّا فِي مُعَامَلَته فقد وَصفه بأقبح الْجور وَقد وَصفه بِثَلَاثَة أَوْصَاف مُخْتَلفَة بقوله فِيك الْخِصَام أَي أَنْت الَّذِي تختصم فِيهِ وَأَنت الْخصم وَهُوَ غير مختصم فِيهِ وَأَنت الحكم وَلَيْسَ الحكم أحد الْخَصْمَيْنِ وَلَا بالشَّيْء الَّذِي يَقع فِيهِ الْخِصَام وَالْمعْنَى أَنْت الحكم لِأَنَّك ملك لَا أخاصمك إِلَى غَيْرك وَالْخِصَام وَقع فِيك

13 - الْإِعْرَاب قَالَ أَبُو الْفَتْح سَأَلته عَن الْهَاء على أَي شَيْء تعود فَقَالَ على النظرات وَقد أجَاز مثله أَبُو الْحسن الْأَخْفَش فِي قَوْله تَعَالَى {فَإِنَّهَا لَا تعمى الْأَبْصَار} فَقَالَ الْهَاء رَاجِعَة إِلَى الْأَبْصَار وَغَيره من النَّحْوِيين يَقُول إِنَّهَا إِضْمَار على شريطة التَّفْسِير كَأَنَّهُ فسر الْهَاء بالنظرات الْغَرِيب الورم الانتفاخ فِي الْعُضْو من ألم يُصِيبهُ الْمَعْنى يُرِيد أَن نظراتك صَادِقَة إِذا نظرت إِلَى شَيْء عَرفته على مَا هُوَ عَلَيْهِ فَلَا تغلظ فِيمَا ترَاهُ وَلَا تحسب الورم شحما وَهَذَا مثل يُرِيد لَا تظن المتشاعر شَاعِرًا كَمَا يحْسب السقم صِحَة والورم سمنا وَقَالَ الْخَطِيب نظرات فِي مَوضِع نصب على التَّمْيِيز أَي من نظرات كَقَوْل الراجز

(كَمْ دُونَ لَيْلى فَلَوَاتٍ بِيدِ ... )

أَي من فلوات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015