الْغَرِيب الطاوي الخميص الْجوف وَهُوَ الضامر رجل طيان وَامْرَأَة طيا وَهُوَ الضامر الْمَعْنى يَقُول هم خماص على خيل مضمرة أَي كل فَتى على طاو مُضْمر لَيْسَ لَهُ غذَاء وَلَا مشرب إِلَّا من لَحْمه وَدَمه فَهُوَ يزْدَاد كل يَوْم ضمورا قَالَ أَبُو الْفَتْح وَنَقله الواحدى كَأَنَّهُ يتغذى لحم نَفسه وَيشْرب دَمه فقد زَاد هزاله إِذْ لَيْسَ لَهُ مطعم وَلَا مشرب إِلَّا من جِسْمه وَوجه آخر وَهُوَ أَن يكون مطعمه ومشربه من لُحُوم أعدائه فَهُوَ مقتحم عَلَيْهِم وموغل فِي طَلَبهمْ ليدرك مأكله ومشربه وَهَذَا الْوَجْه أبلغ وأمدح وَالْقَوْل الأول يحسن قَالَ ابْن وَكِيع وَالْبَيْت مَأْخُوذ من قَول أَبى الشيص

(أكَلَ الوَجِيفُ لحُومَها وَلحُومَهُم ... فأتَوْكَ أنْقاضاً عَلى أنْقاضِ)

36 - الْغَرِيب الحصان الذّكر من الْخَيل والدارع مَا عَلَيْهِ تجفاف ومتلثم على وَجهه مخطمة من حَدِيد الْمَعْنى يَقُول لهَذِهِ الْخَيل فِي الْحَرْب زِيّ فوارسها لِأَنَّهَا قد ألبست التجافيف صَوتا لَهَا فَكل فرس مِنْهَا ذُو درع وَذُو لثام بِمَا أرسل على وَجهه فَهَذِهِ الْخَيل بالدروع مُشْتَمِلَة وَفِي الجواشن ملتثمة وَاعْتذر بعد هَذَا للفوارس باحترازهم فَقَالَ

37 - الْمَعْنى اعتذر للفوارس عِنْد تحصنهم فَقَالَ لم يَفْعَلُوا ذَلِك بخلا بنفوسهم لأَنهم شجعان لَا يخَافُونَ الْمَوْت وَلَا يبالون بِالْقَتْلِ إِلَّا أَنهم قابلوا شَرّ الْأَعْدَاء بِمثلِهِ وَهُوَ فعل الحازم اللبيب وَمن شهد الْحَرْب غير مستعد بِغَيْر سلَاح فَهُوَ أخرق وروى أَن كثيرا لما أنْشد عبد الْملك بن مَرْوَان

(عَلي ابنِ أَبى العاصِي دِلاصٌ حَصِينَةٌ ... أجادَ المُسدِّى سَرْدَها وَأذَالها)

فَقَالَ لَهُ عبد الْملك هلا مدحتني كَمَا مدح الْأَعْشَى صَاحبه فَقَالَ

(وَإذَا تَكُونُ كَتِيبَةٌ مَلْمُومَةٌ ... شَهْباءُ يَخْشَى الرَائِدُون نِهالَها)

(كُنْتَ المقَدَّمَ غَيرَ لابِسِ جُنَّةٍ ... بِالسَّيْفِ تَقْتُلُ مُعْلِما أبْطالَها)

فَقَالَ لَهُ كثير إِنَّه وصف صَاحبه بالحرق وَأَنا وصفتك بالحزم وَقَوله الشَّرّ بِالشَّرِّ الأول شَرّ الْأَعْدَاء وَالثَّانِي مَا عارضوهم بِمثلِهِ فَسَماهُ شرا للمقابلة كَقَوْلِه تَعَالَى {فَمن اعْتدى عَلَيْكُم فاعتدوا عَلَيْهِ وَجَزَاء سَيِّئَة سَيِّئَة مثلهَا} فَالْأول جِنَايَة وَالثَّانِي قصاص

38 - الْإِعْرَاب يجوز فِي مُسْتَقْبل حسب فتح السِّين وَكسرهَا وهما لُغَتَانِ فصيحتان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015