بالمعتل. ومثل تيحان هيبانٌ، وهما صفتان حكاهما سيبويه بالفتح، ومثالهما من الصحيح قيقبانٌ وسيسبانٌ. وتيحانٌ، من تاح له يتوح ويتيح لغتان، إذا أشرف وتهيأ. ورجلٌ متيحٌ، ويقال قلبٌ متيحٌ أيضاً. وأتيح له كذا. ومثل الزبون البيوت، وهو السقيط، والهم المبايت لصاحبه. يقال زبنتهم الحرب، وحربٌ زبونٌ وطحونٌ. والزبنية واحد الزباني من هذا. وفعليةٌ من الأبنية التي تلزمها الهاء. والأشوس: الذي يعرف في نظره الغضب والحقد، ثم استعمل في المتكبر والمهيب.
وإني لا أزال أخا حروبٍ ... إذا لم أجن كنت مجن جان
في هذه الطريقة قول الآخر:
ولم يجنها لكن جناها وليه ... فآسى وآداه فكان كمن جنى
ويروى: وأنى لا أزال أخا حروبٍ فيعطف على بذبي الذم، ويكون موضعه جراً، ويكون هذا مما شهد به الأعداء له أيضاً. فإن كسرت إني فهو على الاستئناف والانقطاع عما قبله. والمعنى: إني ألبس الحروب وأمارسها دائماً، فإذا لم يكن لي من أحوالي وزماني ما يبعثني على مجاذبة الأعداء ومدافعتهم، طلبت من قد شقي بمثل ذلك، فدافعت دونه وحاميت عليه، لأني لا أصبر على حال السلامة والسلم. ومثله قول الآخر:
وما إن تراه الدهر إلا مغرراً ... بنفسٍ أبت إلا صعاب المراكب
آخر:
ولقد شهدت الخيل يوم طرادها ... فطعنت تحت كنانة المتمطر
يقال: تمطر الرجل، إذا أسرع. ويقال مطر به، وقطر به، إذا بادر. وأراد بالخيل الفرسان، كأنه يخاطب بهذا الكلام من شهد معه المعركة، فخيره بمعاملته المتمطر الذي عهده، وقوله: تحت كنانة أشار به إلى المقتل. وهذا المتمطر كأنه كان بارزه، أو أراد أن يبادر إلى أمرٍ، فحال بينه وبينه. والكنانة من الكن: الستر، لأنه يصان بها النبل.