سراة الناس: خيارهم. وشراة الإبل بالشين معجمةً: كرامها. وقد مر ذكره. وقال الخليل: السرو: سخاءٌ في مروةٍ. وسرا يسرو فهو سريٌ وقومٌ سراةٌ، ولم يجيء على فعلةٍ غيرها. يعني أن فعلة يختص بها الصحيح في الجمع دون المعتل، وذلك كالفجرة والفسقة. وتلون الزمان يشير به إلى تصاريفه بالخير والشر، والنفع والضر. فيقول: لو بحثت هذه المرأة بالسؤال عن أحوالي على تبدل الأبدال، وتغير النفع والضر بي فما مضى، وتنقل الأحداث على مرةً بعد أخرى. وجواب لو يجيء من بعد قوله: أن تلون، وأن إذا وصل بالماضي أفاد حدثاً ماضياً، وإذا وصل بالمستقبل أفاد حدثاً مستقبلاً.

لخبرها ذوو أحساب قومي ... وأعدائي فكل قد بلاني

قوله: لخبرها جواب لو. وأحساب: جمع حسبٍ، وهو ما يحسب ويعد عند التفاخر. لو سألت لأنبأها بخبري أشراف قومي، وأماثل أعدائي، فكلٌ منهم قد خبرني. يشير بهذا الكلام إلى أن زعماء قبيلته وذوي الشرف من رهطه، يعترفون له بالفضل، ويشهدون له بما يكسبه جميل الذكر، وأن أعداءه على ما قاسوه من وقعاته بهم، وكابدوا من بدراته فيهم، لا يجحدون تبريزه، ولا ينكرون تقديمه. ومن اعترف له بالفضل مواليه ومعاديه، وصدقه في دعواه أقاربه وأجانبه، فهو النهاية في الكمال، والغاية عند البحث عن الفعال. وقوله: فكلٌ قد بلاني اعتراضٌ حصل بين خبر ومفعوله، وهو قوله بذبي الذم والفاء دخلت معلقةً لجواب الجملة بها.

بذبي الذم عن حسبي بمالي ... وزبونات أشوس تيحان

الباء من قوله بذبي تتعلق بقوله لخبرها. وكأن الإخبار بحسن دفاعه عن حسبه بماله، وكرم محافظته على شرفه وحاله، من تزكية ذوي الأحساب من عشيرته وثنائهم عليه، والإنباء بدفعه معرة الأشوس التيحان، من إخبار أعدائه وشهادتهم له. فكما أجمل في الأول أجمل في الثاني، ثقة بأن مسامع عند التفصيل يرد كلاً إلى موضعه. وإنما خص ذوي الأحساب من قومه لأن شهادتهم أوجه، والتحاسد لهم أشمل، والقرين بمقارنه أعلم. وقوله: زبونات فعولات من الزبن، وهو الدفع. والتيحان: العريض المقدام، وهو فيعلان بفتح العين، ولا يجوز أن يروى بكسرها، لأن فيعلان لم يحيء في الصحيح فيبنى المعتل عليه قياساً. وفيعلٌ كسيدٍ من الأبنية المختصة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015