سفياً، والريح سافية، والجميع السوافي، لتراب والورق واليبيس. وقيل السافياء: الريح تحمل تراباً كثيراً تهجم به على الناس. والسفا: اسم ما تسفيه. والبلقع: المكان الخالي.
هبت وقد علمت أن لا هبوب به ... وقد تكون حسيراً إذ يباريها
يقول: هبت الرياح عليه رافعة الحشمة في ابتذالها إياه، عالمة أنه لا هبوب لريح دولته، ولا نفاذ لأمره، ولا استقامة لصولته، وقد كانت إذا همت بمباراته تقف حسيراً بهيراً لا انخراق لها، ولا مجر لذيلها. وقوله أن لا هبوب أن مخففة من الثقيلة، كأنه قال: أنه لا هبوب به. والضمير للأمر والشأن، وإن شئت كان للمرثي. ولا هبوب في موضع خبرأن، والجملة سدت مسد مفعولي علمت.
أضحى قرى للمنايا رهن بلقعة ... وقد يكون غداة الروع يقريها
يقول: صار طعمه للمنايا هذا المفقود ومرتهناً في قبره، لا انفكاك له ولا دفاع به، وقد كان وهو حي غداة الروع يقرى المنايا من لحوم الأعادي، ويجعلهم قراها وطعمها. ويقارب هذا قول الآخر:
وإنا للحم السيف غير نكيرة ... ونلحمه حيناً وليس بذي نكر
لتغد المنايا حيث شاءت فإنها ... محللة بعد الفتى ابن عقيل
فتى كان مولاه يحل بنجوة ... فحل الموالي بعده بمسيل
طويل نجاد السيف وهم كأنما ... تصول إذا استنجدته بقبيل
كأنه أذن لأنواع الموت أن تبتكر حيث شاءت، وتنال من الناس من أرادت، فقد حل لها ذلك بعد أخذها الفتى ابن عقيل، لأنه هو الذي كان يخشى عليه منها، ويرتجي يومه وغده، وإذ قد أصيب الناس به فلا خطر على المنايا، ولا خوف من الرزايا. ويقال: حللته من كذا تحليلاً، إذا أطلقته له.