وقوله كان مولاه يحل بنجوة فالنجوة: اسم المكان المرتفع، والجميع النجاء. وقيل هو اسم لما إذا أويت إليه نجوت من محذورك. وقد دخل تحت قوله مولاه ابن العم وكل من ينتسب إليه بولاء. ألا ترى أنه لما أعاد ذكره قال: فحل الموالي بعده بمسيل. وإنما قال ذلك لأنهم كانوا بأجمعهم يتعززون به ويستظهرون على الدهر بحياته، فلما أصيبوا به تمكنت الأقدار من التأثير فيهم، وتسلقت الآفات من كل جانب عليهم، وصاروا بمنزلة من نزل في مسيل من الأرض فلعبت السيول به، وتهجمت نؤب الزمان عليه، وقد كان من قبل في يفاع لا يرتفع إليه الأتي وإن طما، ولا يرتقى إليه الأبي وإن استعلى.

وقوله طويل نجاد السيف وصفه بامتداد القامة، وهذا كما أن الفرس إذا وصف بطول الخد قيل: هو طويل العذار. ومثله قول أبي نواس:

سبط البنان إذا احتبى بنجاده ... غمر الجماجم والسماط قيام

وهذا المعنى مضاد لما وصف به بعضهم تأبط شراً، وكان يلقب بالشعل، فسلب بز قتيسل له وتقلد سيفه، وكان القتيل حسن الشطاط، وتأبط شراً قصير القامة، فطال عليه حمائل السيف المسلوب وانجر على الأرض، فقال فيه:

فويلم بز جر شعل على الحصى ... فوقر بز ما هنالك ضائع

أراد بالبز السيف، ومعنى وقر وقع فيه وقرات وهزمات، لتأثير الحصى فيها. وجعل البز ضاعاً لما لبسه غير صاحبه. فأما قوله يصول إذا استنجدته بقبيل فإنه يصفه بغنائه إذا استغيث به وكمال آلاته، حتى صار المستنصر له والمستغيث به، إذا أجابه واحتضره، كأنه أجابه قبيل لا رجل. والوهم: العظيم التام الخلق. ويقال: جمل وهم، وهو القوي العظيم المنقاد، المطيع لصاحبه.

وقال مسافع العبسي

أبعد بني عمرو أسر بمقبل ... من العيش أو آسى على إثر مدبر

وليس وراء الشيء شيء يرده ... عليك إذا ولى سوى الصبر فاصبر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015