تقدم القول في صادقاً وصادقي، وفي حذف النون من يك في الجزم مشروحا. وقولها وبأحلام لكم صفرات، أي لا خير فيها، وقد زالت المسكة عنها. ويقال صفر الإناء وغيره صفوراً، وإناءٌ صِفرٌ وصَفرٌ. وقال الخليل: هو صفرٌ صحرٌ على الإتباع، أي خالٍ. وقولها تعد فيكم جزر الجزور جواب الجزاء من قولها، فإن يك ظني صادقاً، كأنها ذكرتهم حالة منكرة تقدمت لهم، فلذلك قالت: تعد فيكم. والجزر: القطع. وقيل الجزور لأنها تقطع وتقسم. والجزرة: الشاة تذبح. ويقال. ترك بنو فلانٍ جزر الرماح، أي قتلوا واجتزرتهم السباع. وجعل الإعادة للرماح على الاتساع. وقوله ويمسكن بالأكباد يروى بفتح السين، أي يضبطن؛ ويروى بكسر السين: وهو ظاهر المعنى. وانتصب منكسرات على الحال والمراد أنهم يجرون الرمح عند الطعن ويصيبون المقاتل.
؟
غيبت عن قتل الحتات وليتني ... شهدت حتاتاً يوم ضرج بالدم
وفي الكف مني صارمٌ ذو حقيقةٍ ... متى ما يقدم في الضريبة يقدم
فيعلم حيا مالكٍ ولفيفها ... بأن لست عن قتل الحتات بمحرم
إنما قال هذا لأنه كان يستبعد وقوع قتله من جهته، إذ كان منه ذا رحمٍ محرم. فجمع في كلامه هذا بين تلهفٍ على فائتةٍ، وتمن على شرط عقده به له، فيقول: أخرت عن قتل هذا الرجل يوم أصيب ولطخ بالدم، فذهبت نفسه فيه وتغيبت، وكنت أود وأتمنى أن أكون حاضره، ومشاهداً وقته وحينه، ومعي سيفٌ قاطع ينفذ في الضريبة إذا أعمل بحقه من المضاء وحقيقته، ويأتي على المضروب بحده وصرامته، فيتيقن الجيشان ومن لف لفهم وانضاف إليهم من أوباشٍ تجمعوا لهم، وقماش تكثروا بهم، بأني لست عن قتل هذا الرجل بذاهب ولا ممتنع حتى كأني في حرمٍ. وقوله يوم ضرج فهو من الضرج، وهو الحمرة. والإضريج: ضربٌ من الخز أحمر. ويقال: ضرجت الثوب، إذا صبغته بالحمرة خاصةً، وتضرج الخد عند الخجل. وقوله