ونهوضاً بالأعباء، وصبراً لدى الأواء. ويقال ماءٌ رنقٌ ورنقٌ، وما في عيشه رنقٌ أي كدر.

ومن يغمروا منهم بفضلٍ فإنه ... إذا ما انتمى في آخرين نجيب

أصل الغمر التغطية، ومنه قولهم: دخل في غمار الناس. والنجيب: الكريم من الناس والخيل والإبل، ولذلك قيل للمختار من كل شيء المنتجب، وقد نجب الرجل نجابةً، وأنجب: أتى بأولادٍ نجباء. يقول: والمغمور الخامل منهم، لظهور الفضل عليه، إذا انتسب في قومٍ آخرين عد نحيباً. ومثله قول الآخر:

يسود ثنانا من سوانا وبدؤنا ... يسود معداً كلها ما تدافعه

وإن كان هذا زائداً على ذلك. وحذف مفعول " يغمروا " لأنه لا يلتبس. أراد ومن يغمروه، أي المفضول فيهم إذا انتمى في غيرهم كان فاضلاً.

وقال القاطمي

من يكن الحضارة أعجبته ... فأي أناسٍ باديةٍ ترانا

الحضارة تكسر منه الحاء وتفتح، وكذلك البداوة تكسر منه الباء وتفتح. والمراد بالحضارة أهل الحضارة، فحذف المضاف، يدل على ذلك قوله " فأي أناس باديةٍ "، لأن التفضيل إنما يصح بين الحضريين والبدويين. وأي هذه تضاف إلى النكرة، ولا تضاف إلى أكثر من الذي جعلته خبراً، لأنك تريد صفته. ألا ترى أنك تقول مررت برجلٍ أي رجل، وأي رجلٍ أخوك إذا جعلته خبراً يكون مخرج الكلام المدح والتعجب، كأنك قلت: نهايةٌ في الرجولية أخوك. فعلى هذا قوله فأي رجالٍ باديةٍ. فيقول: من أعجبه رجال الحضر؛ فأي رجال بدوٍ نحن، إذا حصلت الرجال. والمعنى: أي أناسٍ نحن وإن كنا من أهل البدو. والمراد التمدح والتعجب.

ومن ربط الجحاش فإن فينا ... قناً سلباً وأفراساً حسانا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015