بين الثلاثة إلى العشرة، ولذلك صلح أن يقال ثلاثة نفر وأربعة نفر. ونافرة الرجل: بنو أبيه الذين يغضبون لغضبه. قال:
لو أن حولي من عليم نافره ... ما غلبتني هذه الضياطره
وقوله جديرون ألا يذكروك بريبة، يريد أنهم أحقاء بألا يغتابوك إذا غبت عنهم، لسلامة صدورهم من الدغل والغش والخيانة، ولا يقذفوك بريبة تشينك أو يقبح في الأحدوثة بها عنك، وبألا يجروا عليك أبداً جريرة يثقل وطأتها عليك فتحتاج أن تغرم لها ما لا تطيب نفصسك به، ولا تسمح بتحملها في مالك.
وله أيضاً:
أقول لعبد الله وهناً ودوننا ... مناخ المطايا من منى فالمحصب
لك الخير عللنا بها على ساعة ... تمر وسهوان من الليل يذهب
فقام فأدنى من وسادي وساده ... طوى البطن ممشوق الذراعين شرحب
بعيد من الشيء القليل احتفاظه ... عليك ومنزور الرضا حين يغضب
هو الظفر الميمون إن راح أو غدا ... به الركب والتلعابة المتحبب
وهناً، أي بعد ساعة من الليل؛ ومنه الموهن. ومفعول أقول أول البيت الثاني، وهو لك الخير؛ وموضع ودوننا مناخ المطايا موضع الحال. فيقول: أخاطب عبد الله وقد تقضى من الليل بعضه، ومبرك الإبل من منى فموضع الجمار منه بقرب منا: ملكت الخير ولقيت السعادة، عللنا في هذه الأرض بأحاديثك لعل ساعة تمر ترجع إلينا نفسنا وطائفة من الليل تمضي نطويها على بعض مرادنا، ولأن التعلل بالأحاديث وقطع الأوقات به، للنفس فيه راحة، ولها به اعتبار. وقوله وسهوان أي طائفة. ويروى: وسهواء ويقال: لقيته بعد سهواء من الليل، أي بعد مضى صدره. ويجوز أن يكون فعلاء من السهو، وتكون همزتها ملحقة، ويجوز أن يكون فعوالاً ويكون همزتها مبدلة من الواو. فأما سهوان فكأنه أربد به