طلوع الثنايا بالمطايا وسابق ... إلى غاية من يبتدرها يقدم

افتخر بابن عمه، وبمكانه من قرابته، ذاكراً اسم أبيه، ومكتفياً به لاشتهاره، ثم وصفه بأنه أوان الجدب والقحط، وعند إسنات الناس، ووقت طروق الأضياف، يعرقب الإبل السمان فيبل أيديها من دماء عراقيها.

وقد أحسن لبيد كل الإحسان في قوله لما سلك هذا المسلك:

مدمن يجلو بأطراف الذرى ... دنس الأسواق بالعضب الأفل

وقوله طلوع الثنايا بالمطايا يريد أنه يعلو العقاب ويشرف عليها مرتبثاً فيها، أو نافضاً طرق الصيد عليها. ومثله قوله: طلاع مرقبة، وطلاع أنجدة، إلا أن هذا زاد على ما قولوا لقوله بالمطايا. وقوله وسابق إلى غاية مثله قول تأبط شراً:

سباق غايات مجد في عشيرته

وقوله من يبتدرها يقدم في موضع الصفة لغاية، والمعنى: من يبتدر مثل تلك الغاية في أقرانه ونظرائه، وسلم السبق له.

من النقر المدلين في كل حجة ... بمستحصد في جولة الرأي محكم

جديرون ألا يذكروك بريبة ... ولا يغرموك الدهر ما لم تغرم

يقال: أدلى بحجته، إذا أظهرها وقام بها؛ وأدلى رداءه في البئر ليبتل، ودلاه على كذا فتدلى. وقال الهذلي:

تدلى عليها بين سب وخيطة

وتوسعوا فيه فقالوا: دلاه بغرور. فيقول: هذا الرجل من القوم الذين إذا أوردوا حجة قوموها برأي محكم الفتل فيما يجول من الرأي محصف. والنفر يقع على ما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015