الوقت الذي يسهو فيه الناس عن مباغيهم، وعلى ذلك يحمل يحتاج معهم إلى التوصية. ولا يمتنع أن يكون السهوان في الوقت مأخوذاً من الساهية، وهو ما استطال واتسع من الأرض من غير خمر يرد العين؛ فنقل من المكان إلى الزمان، أي طائفة من الليل ممتدة واسعة.

وقوله: فقام فأدنى من وسادي وساده جمع بين فعلين قام وأدنى. فيجوز أن يكون طوى البطن يرتفع بالأول منهما، وهو قام، ويجوز أن يرتفع بأدنى وقد أضمر في قام على شريطة التفسير فاعله. والمعنى: فقام به أو منه رجل هكذا فقرب مجلسه من مجلسي. الشرجب: الطويل. والطوى البطن: الصغيرة خلقة. والممشوق: الطويل القليل اللحم. وجارية ممشوقة: حسنة القوام قليلة اللحم. وقوله بعيد من الشيء القليل احتفاظه أي غضبه، يريد أنه سهل الجانب لا يكاد يحتمي من الشيء القليل الخطروالموقع من النفوس، لكنه قليل الرضا إذا غضب، لا يكاد يرجع إذا ذهب عنك بالهوينا. وذكر البعد هاهنا يريد النفي، وهذا كما يستعمل القليل والأقل ويراد بهما النفي. والمعنى لا يحتفظ بالشيء القليل ولا يؤاخذ بصغائر الذنوب.

وقوله هو الظفر الميمون يصف إقباله في متصرفاته، وأن المناجح والسعادات في رفاقه ولاحقة لمطالبه ومباغيه، والميامن تترفرف على جوانب آرائه وأهوائه، ثم هو حسن البشر، لين العريكة، ضحاك لعوب. والاحتفاظ: افتعال من الحفظة والحفيظة: الغضب. والتلعابة على بنائه التقوالة والتلقامة والهاء في آخره للمبالغة. ويقال: نزرت الشيء نزاراً، ثم يقال للمنزور هو نزر.

وقال أبو دهبل في الأزرق

ماذا رزينا غداة الخل من رمع ... عند التفرق من خيم ومن كرم

ظل لنا واقفاً يعطي فأكثر ما ... قلنا وقال لنا في وجهه نعم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015