فباتت تعد النجم في مستجيرة ... سريع بأيدي الآكلين جمودها

المحال: فقر الضهر، والواحدة محالة. وجعلها غراً لسمنها. والحجرات: النواحي، وجعلها شكارى لامتلائها ودكاً. ويقال: شاة شكرة، إذا كانت غزيرة اللحم، وضرة شكرى، أي ممتلئة. وشكر النعم من ذلك، لأنه به تستدام وتمترى الزيادة. ويروى: سكارى بالسين غير معجمة، والمراد مثل ذلك لأن السكر من الامتلاء يكون. ومعنى مراها استخرج دسمها. ماؤها، أي مرقتها. وحديدها أي مغرفتها.

وقوله بعثنا إليها المنزلين إنما ثنى ليرى أن الواحد لا يطيقها ولا ينهض بتحريكها لثقلها. واللام من قوله لكي ينزلاها يجوز أن يتعلق بقوله بعثنا، كأنه قال: بعثنا المنزلين إليها لكي ينزلاها فحاولاه، وحذف مفعول حاول وكي هذه هي الناصبة للفعل، لذلك دخلها اللام الجارة. والمحاولة: مطالبة الأمر بالحيل، ويجوز أن يتعلق بحاولا. والحيود: الجوانب، أي إذا أراد إنزالها وفي جوانبها بعد حمى، استعجالاً. وقوله فباتت تعد النجم إخبار عن إم خنزر بن أقرم. والمتسحيرة: المتحيرة لامتلائها. أي في مرقة أو قدر قد تحيرت، فهي من صفائها وكثرة دسمها ترى فيها نجوم السماء. وقيل: شبه الراعي النفاخات التي كانت على رأسها من كثرة الدسم بالنجوم، ويجوز أن يكون أراد أن هذه القدر مرتفعة الشأن، عالية الأمر، فإمه كانت تعد النجوم فيها لما أطعمت منها كأنها بلغت النجوم في علوها، لنها لم تر مثلها قط. وهذا هو الوجه عندي، ليكون قد غض من أمه جزاء على ما قاله وأنكره. وقوله حيودها ارتفع بحاك، وكذلك جمودها ارتفع بسريع. ويجوز أن يروى: سريع بالرفع على أن يكون خبراً للمبتدأ وقد قدم عليه، والمبتدأ جمودها.

وقال رجل من بني أسد

دببت للمجد والساعون قد بلغوا ... جهد النفوس وألقوا دونه الأزرا

فكابر والمجد حتى مل أكثرهم ... وعانق المجد من أوفى من صبرا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015