هو حر الوجه، وكريم المحيا. والصياب: الخالص، كأنه يهجنه. وقال الخليل: الصياب والصيابة: أصل كل قوم. وقال أيضاً: الصياب: الخيار من كل شيء. وأنشد:
يحتل من كندة في الصياب
وقوله مستحقبين سلينى، أفحش فيه؛ أي جئتم لمهاجاتي وقد استحقبتم هذه المرأة وابن المكفف معها ردفاً وابن خباب. كأنه يرمي سليمى بهمات أو يعدهم جميعاً من مخازيه. فهذا هزء أيضاً. أي جازيتموني بمن هو شينكم، وجعلتم عيوبكم بمرأى ومسمع إذا كان غيركم يخفي أمره ويستره. يريد: استهدفتم لي بهؤلاء. وسليمى كانت لها قصة. والاستحقاب: شد الحقيبة من خلف، وكذلك الاحتقاب: وكنى عن العجز بالحقيبة لذلك.
يا شر قوم بني حصن مهاجرة ... ومن تعرب منهم شر أعراب
لا يرتجى الجار خيراً في بيوتهم ... ولا محالة من شتم وألقاب
ينسبهم إلى أنهم شر قوم هاجروا إلى الأمصار أو بقوا في البدو. وبني حصن يجوز أن يكون انتصب على النداء، كأنه قال: يا شر قوم يا بني حصن. وانتصب مهاجرة على الحال، ناداهم في هذه الحالة. أي أنتم شر قوم في مهاجرتكم. ومثله:
يا بوس للجهل ضراراً لأقوام
ويؤنس بوقوع الحال بعد النداء قولهم: يا زيد دعاء حقا. فإذا ساغ أن يقع المصدر بعده تأكيداً، فكذلك الحال. قوله ومن تعرب فيه معنى التكلف، لأن تفعل يجيء لذلك كثيراً. وصرف الكلام عن السنن الأول وجعله استئناف خبر. ويجوز أن يكون انتصب بني حصن على الذم والاختصاص. وقوله لا يرتجى الجار يريد أن جارهم مبتذل فيهم، يائس من خيرهم ما دام معهم، وملقى من جهتهم بالاستخفاف والتلقيب، والشتم القبيح. وأجرى قوله لا