"والكتم للعلم فاحذر" {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ} [(159 - 160) سورة البقرة] قد يمر بالإنسان ظرف، قد يمر به خوف، قد يمر به كذا، ثم يحتاج إلى بيان فيكتم، ثم إذا ندم على ذلك وتاب تاب الله عليه، لكن مع ذلك ليحذر طالب العلم الكتم له.
"ومن عقوبته" يعني عقوبة الكاتم.
. . . . . . . . . أن في المعاد له ... من الجحيم لجاماً ليس كاللجمِ
ما هو بمثل لجام فرس وإلا لجام بعير وإلا لجام حمار، لا، ما هو بعبارة عن حبل تلجم به الدابة، لا "ليس كاللجم".
أخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه من حديث أبي هريرة مرفوعاً: ((ما من رجل يحفظ علماً فيكتمه إلا أتي به يوم القيامة ملجماً بلجام من النار)) وهذا الحديث أقل أحواله الحسن؛ لأن له طرق يشد بعضه بعضاً، وفي لفظ: ((من سئل عن علم يعلمه فكتمه ألجم يوم القيامة بلجام من نار)) -نسأل الله السلامة والعافية-.
وصائن العلم عمن ليس يحمله ... . . . . . . . . .
نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
العلم الوارد في النصوص الحث عليه والتحذير من كتمه أو الإخلال بالنية فيه إنما المراد به العلم الشرعي، لكن من باب النصيحة والدين النصيحة أن الإنسان إذا جاء يستشير ويستنصح في علوم الدنيا تبذل له النصيحة، يعني لو أن طبيباً صلى بمسجد من المساجد وقال له واحد: والله يا فلان أنت تخصصك في كذا، وأنا عندي هذه المشكلة، يقال له: تعال للعيادة، وامثل أمام الكونتر وقص الفاتورة وادفع القيمة، هذا ليس مما ينبغي أن يسود بين المسلمين، لكنه إن فعل ذلك لا يأثم، مثل المزارع ومثل الصانع؛ لأن الذي يأثم به العلم الذي يبتغى به وجه الله -جل وعلا-.
وصائن العلم عمن ليس يحمله ... ماذا بكتمان بل صون فلا تلمِ