يعني من أوضح الأمثلة ما يُذكر في هذا الباب ((ذكاةُ الجنين ذكاةُ أمه)) والرواية الأخرى وهي ضعيفة: ((ذكاةُ الجنين ذكاةَ أمه)) الجمهور أخذوا بالرواية الأولى وقالوا: إن الجنين ذكاته هي ذكاة أمه، فإذا ذكيت الأم كفى، الحنفية قالوا: لا ((ذكاةُ الجنين ذكاةَ أمه)) يعني كذكاة أمه يذكى، لا بد أن يذكى مثل أمه، اختلف الحكم الشرعي.

أيضاً في مسائل الاعتقاد ما معوله على العربية، في مسائل كثيرة جداً مرجعها إلى العربية، لكن ماذا عن شخص تخصص في العربية ولم تكن النصوص على باله، وأمضى عمره في شرح المفصل لابن يعيش، كتاب مطول جداً، وفيه القيل والقال، وكلام كثير جداً، مفيد في بابه، لكنه مع ذلك عائق عن الأهم.

"وبالمهم المهم ابدأ لتدركه" كما في درس الأمس "وقدم النص" لا بد من تقديم النصوص، لا بد أن يكون السائق والحادي هو النص، لا بد أن يكون السائق والحادي لطالب العلم هو النص، وأما أقوال الرجال يستفاد منها في فهم النص، لا سيما أهل التحقيق منهم.

ما العلم إلا كتاب الله أو أثرٌ ... يجلو بنور هداه كل منبهمِ

ما ثم علم سوى الوحي المبين وما ... منه استمد ألا طوبى لمغتنمِ

ما في علم إلا عن طريق الوحيين، والذي يزعم أنه يتلقى العلم عن غير طريق النبي -عليه الصلاة والسلام- هذا ضال -نسأل الله السلامة والعافية-، فلا طريق موصل إلى الله -جل وعلا- إلا عن طريقه -عليه الصلاة والسلام-، فالعناية بأقواله وأفعاله وسيرته وشمائله من خير ما يعين على العلم والعمل.

والكتم للعلم فاحذر إن كاتمه ... في لعنة الله والأقوام كلهمِ

عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

. . . . . . . . . ... في لعنة الله والأقوام كلهمِ

إذا كانت عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين من بقي؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015