نعم التفسير بالأثر يجمع لك الأمرين، التفقه في فقه الكتاب والسنة يجمع لك الأمرين، لكن مع ذلك لو أن طالب علم اعتمد على كتاب فقهي مجرد عن الدليل، يعني يقال: الإنصاف مثلاً اثنا عشر مجلد ما في عدد المجلدات -صلى الله عليه وسلم- نعم هذا كتاب فقه محض، لكن هذه المسائل لها أدلتها، فإذا حرص طالب العلم الذي يتفقه على هذا الكتاب للاستدلال لمسائل الكتاب هذا يتفقه من الكتاب والسنة، ومعوله على الكتاب والسنة، وإن اتخذ هذا الكتاب وسيلة لهذا التفقه كما شرحنا مراراً التفقه عن طريق الزاد مثلاً، قد يقول قائل: والله الزاد ما فيه أدلة لا في كتاب ولا سنة، فيه أقوال المؤلف وفيها ما يخالف الدليل وفيها ما يخالف المذهب، نقول: لا مانع أن يتفقه طالب العلم على كتاب مختصر في مذهب معين من المذاهب المعتبرة عند أهل العلم، ويجمع أدلة هذه المسائل ويعنى بها، ويقارن بينها، ويذكر من وافق ومن خالف، وأدلة الموافق .. ، يتفقه على الكتاب والسنة بهذه الطريقة؛ لأن المسألة تحتاج إلى دقة في النظر، بعض الناس يلوم من يتفقه أو يتخصص في الفقه أو الأصول أو اللغة إذا سخر اللغة وقد تخصص فيها لخدمة الكتاب والسنة هذا يتعلم الكتاب والسنة ويعلم الكتاب والسنة، ويؤثر عن إمام من أئمة المسلمين أنه يقول: أخذت ثلاثين سنة أفتي الناس من كتاب سيبويه، يعني هل كتاب سيبويه فيه أحكام الصلاة وأحكام الزكاة؟ لا، فيه مسائل توضح له النصوص من الكتاب والسنة، فالذي يعنى باللغة العربية لخدمة الكتاب والسنة هذا على خير، هذا يدرس الكتاب والسنة، يعني ماذا لو شرح شخص كتاب مختصر في النحو الأجرومية مثلاً، ثم قال للطالب فلان: أعرب لي الفاتحة من خلال دراستك للأجرومية، أعرب لي سورة الناس من خلال .. ، وأعرب لي كذا، الطالب يفهم القرآن ويرتبط بالقرآن ويفهم اللغة، ومثله لو قال: في مشكلات في الأحاديث من حيث الإعراب، جمعها ووزعها على الطلاب فاستفادوا الأمرين العربية واستفادوا ما يتعلق بالسنة، وصلة الوحيين باللغة العربية قوية جداً، حتى أن بعض الأحكام اختلف فيها أهل العلم للاختلاف في إعرابها، فمعرفة العربية في غاية الأهمية لطالب الكتاب والسنة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015