يعني لا بد أن يكون المسلم بني الخوف والرجاء، يخاف الرب -جل وعلا-، ويرجوه، يخاف الرب بسبب ذنوبه، ويرجوه التماساً لعفوه وكرمه وجوده وإحسانه، لا يرجوه معتمداً على عمله، إنما يخافه بسبب عمله السيئ، ويرجوه معتمداً على كرمه؛ لأن العمل لن ينجي صاحبه، العمل ((لن ينجو أحد منكم بعمله)) قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ((ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته)).
"وترجو عفو ذي الكرمِ"
فعبادة الله -جل وعلا- من قبل المسلم لا بد أن تكون دائرة بين الخوف والرجاء والمحبة، كما يقول أهل العلم: "من عبد الله -جل وعلا- بالحب وحده فهو زنديق، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروري، ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ" فلا بد من الخوف والرجاء والمحبة.
فالخوف ما أورث التقوى وحث على ... مرضاة ربي. . . . . . . . .
هذا الخوف النافع، يعني كونك تخاف من الله -جل وعلا- ولا تعمل عملاً ينجيك من هذا الخوف خوفك دعوى، لا قيمة له.
فالخوف ما أورث التقوى وحث على ... مرضاة ربي. . . . . . . . .
وكذلك الرجاء.
. . . . . . . . . ما على هذا يحث لتصـ ... ديق بموعود ربي بالجزا العظمِ
بالجزاء العظيم، عظم يعني عظيم صيغة مبالغة.
في البيت الأول:
فالخوف ما أورث التقوى وحث على ... . . . . . . . . .
يعني خوف لا يحث على التقوى، أو رجاء لا يحث على التقوى، يعني خوف يؤدي إلى القنوط وترك العمل هذا موبقة من الموبقات، وكذلك الرجاء الذي يؤدي إلى الأمن من مكر الله، ولا يحث ولا يبعث على العمل هذا أيضاً من الموبقات.
. . . . . . . . . وحث على ... مرضاة ربي وهجر الإثم والأثمِ
هجر الإثم يعني ما يؤول إلى الإثم من المعاصي، ويطلق أيضاً الإثم على أنواع من المعاصي كالخمر مثلاً قالوا: الإثم من أسماء الخمر، يقول الشاعر:
شربت الإثم حتى ضل عقلي ... كذاك الإثم تذهب بالعقولِ
وإن كان بعضهم ينكر إطلاق الإثم على الخمر، ومنهم من يطلق الإثم على القمار، على كل حال هي بالجملة الإثم: فعل ما يستلزم الإثم والذنب الذي هو لا يرضي الله -جل وعلا-، والأثم والأثيم والآثم هو فاعل الإثم، اجتنبه واهجره، اهجر العاصي، اهجر المعاصي، واهجر العصاة.