يعني الميزان لا بد أن يكون بالشرع، وإذا تنكب الإنسان عن الشرع ووزن أفعاله، ووزن غيره بميزان مخالف لميزان الشرع لا شك أنه حينئذٍ تختلط الموازين، وتكون النتائج عكسية، إذا لم يكن الوزن ميزان الشرع، فأنت لو تقدم لخطبة ابنتك شخص، فوزنته بميزان الشرع، ميزان الشرع دين وأمانة وإيش؟ وخلق، دين وأمانة وخلق، هذا الميزان الشرعي، إذا طبقت هذا الميزان النتائج بإذن الله -جل وعلا- حميدة، ما لم يكن هناك ابتلاء، إما لتكفير سيئات، أو لرفع درجات، نتائج حميدة، لكن إذا وزنته بميزان يختلف عن ميزان الشرع، قلت: والله هذا ثري، هذا وجيه، هذا وزير، هذا أمير، هذا كذا، هذا كذا، هذا وسيم، هذه موازين غير شرعية، وإذا اقتصرت عليها فلا شك أن النتائج سوف تخرج عكسية.
بالشرع زن كل أمر ما هممت به ... . . . . . . . . .
أي عمل تريد أن تقدم عليه زنه بميزان الشرع، فإن كان نافعاً لك في دنياك وأخراك فأقدم عليه، وإن كان غير ذلك فاحجم.
"فإن بدا صالحاً" بعد وزنه بميزان الشرع فأقدم.
. . . . . . . . . ... فإن بدا صالحاً أقدم ولا تجمِ
يعني لا تحجم، بل أقدم علي، وإن كان غير ذلك فأحجم ولا تقدم عليه.
"أخلصه واصدق أصب" لا بد من الإخلاص مع الإصابة، لا بد أن يكون العمل خالصاً صواباً لله -جل وعلا-، خالصاً لوجهه، صواباً على سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-.
"واهضم فذي شرطت" يعني اعبد الله -جل وعلا- على مراد الله مخلصاً لله -جل وعلا- على سنة نبيه -عليه الصلاة والسلام- واهضم نفسك، يعني لا ترى لنفسك حق، لا تقول: والله أنا أستحق كذا؛ لماذا؟ لأنني أفضل من فلان، لأنني أفعل كذا من المأمورات، وأفعل كذا من النوافل، وهو مفرط، اهضم نفسك، وقد يكون عنده من العمل الخفي الذي لا تعرفه أنت، وإن كان ظاهره على خلاف ذلك، ما يزن جميع أعمالك، ولا شك أن هضم النفس يقتضي الرفعة، التواضع هو الذي يرفع الإنسان، بخلاف العجب والفخر، هذا هو الذي يأكل الحسنات.
"والعجب فاحذره" على ما تقدم.
. . . . . . . . . إن العجب مجترفٌ ... أعمال صاحبه في سيله العرمِ
. . . . . . . . . فذي شرطت ... في صالح السعي أو في طيب الكلمِ