خذ بالأسباب، أنت مأمور بفعل الأسباب، ولكن لا تعتمد عليها، وإنما الاعتماد على مسببها، فتعطيل الأسباب نقص في العقل، والاعتماد على الأسباب قدح في الشرع، قدح في الديانة، فالذي يقول: والله الأسباب لا تنفع ولا تضر، المسبب هو الله، وأنا أعتمد عليه، فيغتسل في ثيابه في شدة البرد ويخرج، يجلس تحت الماء بثيابه، ويخرج بها وهي تقاطر ماءاً في شدة البرد، يقول: أبداً هذه أسباب، والأسباب لا قيمة لها، العبرة بالمسبب، الله -جل وعلا- هو الواقي، نقول: لا، هذا قدح في عقلك، ولذلك قول الأشعرية مناقض للعقول قبل الشرائع، حينما يقولون: إن الأسباب لا قيمة لها، ولا تأثير لها، ويجيزون أن يرى أعمى الصين بقة الأندلس، يقولون: البصر سبب للإبصار، والإبصار يحصل عنده لا به، كما أن قول المعتزلة بالمقابل أيضاً قدح في الشرع، يقولون: إن الأسباب مؤثرة بذاتها، وأهل السنة والجماعة يرون أن الأسباب مؤثرة بما جعل الله -جل وعلا- فيها من أثر، لكنها لا تستقل؛ لأنه قد يوجد مانع فلا يترتب أثر السبب عليه.

وخذ بالأسباب واستوهب مسببها ... . . . . . . . . .

يعني استوهب اطلب من الله -جل وعلا- المسبب إذا بذلت الأسباب للشفاء وأنت مريض فاطلب الشفاء من الله -جل وعلا-، إذا بذلت الأسباب في طلب العلم فاسأل الله -جل وعلا- أن يفتح عليك من العلوم ما ينفعك في دينك ودنياك.

"استوهب مسببها * وثق به" يعني اسأل الله -جل وعلا- وأنت موقن بالإجابة، بعد بذل الأسباب، أسباب القبول ونفي الموانع.

"وثق به دونها" دون الأسباب "دونها تفلح ولم تضمِ"

بالشرع زن كل أمر ما هممت به ... . . . . . . . . .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015