منهم شقي وسعيد، ومنهم الضال، ومنهم المهتدي، ومنهم القريب، ومنهم البعيد، أدنى وأبعد، مثلاً جاء في الحديث وفيه كلام لأهل العلم أن أقرب الناس إلى الرب -جل وعلا- في يوم المزيد أقربهم إلى الإمام في الجمعة.
قرب بقرب والمباعد مثله ... بعد ببعد حكمة الديانِ
هذا الذي يسمع هذا الكلام، وما جاء فيه من أثر، وما جاء في كتابة الداخلين إلى المسجد يوم الجمعة، من جاء في الساعة الأولى، ومن جاء في الساعة الثانية، يعني إذا قلنا: مسألة القرب والبعد هذا حديث ضعيف، لكن ماذا عن ((من غدا)) أو ((من راح في الساعة الأولى)) هذا في الصحيحين، ومع ذلك يعرف هذا، ومن أهل العلم الذين يدرسون مثل هذا الكلام، ولا يأتي إلا في آخر ساعة، يعني في أحد منعه من المجيء؟ ما في أحد منعه، هو طائع ومختار، وإذا انتبه من النوم نظر إلى الساعة قال: باقي ساعة على دخول الإمام، هذه حرية واختيار، يعني ما في جبر، ما هو الإنسان مجبور، يقول: والله أنا كتب علي أني من أهل الشقاء، ويش يدريك أن الله كتب عليك أنك من أهل الشقاء؟ كما تقوله الجبرية، وأن الإنسان لا حرية ولا اختيار، وأن تحركاته وتصرفاته مثل حركة الشجر، هذا قول باطل، يعني مجبور على أن يفعل كذا، مجبور على أن يتأخر عن الصلاة، مجبور على أن .. ، لكن لو أن إنساناً ضربه أو سرق ماله، هل يقول: رضينا بالقدر، هذا مجبور. . . . . . . . . هذا مجبور الذي ضربني، ما يمكن أن يقول مثل هذا الكلام، يقوله للتبرير لنفسه في ترك الواجبات، وانتهاك المحرمات.
أوحى وأرسل وصّى آمراً ونهى ... . . . . . . . . .
أوحى إلى رسله وأنبيائه، وأرسل منهم من أرسل، ووصى وصى المكلفين {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا} [(15) سورة الأحقاف].
"آمراً ونهى" افعلوا ولا تفعلوا، اعبدوا ولا تشركوا، ونهى {وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى} [(32) سورة الإسراء].
أوحى وأرسل وصّى آمراً ونهى ... . . . . . . . . .
"أحل حرم" يعني الله -جل وعلا- جعل بعض الأمور بعض الأعيان حلال، وبعضها حرام.