منهم من يقول: هذه وسائل لا تضر، ولا شك أن هذه المحدثات منها المحدث الذي له أثر في العبادة، وله أثر في قلب العابد، مثل هذا يتخفف منه، وإن تيسر أنه يتركه هذا هو الأصل، ومنها ما هو مجرد وسيلة مثل النظارة الآن تستعملها في قراءة القرآن؛ لأنك ما تشوف الحروف إلا بها، هذه لا شك أنها محدثة، لكن يبقى أنها وسيلة إلى عبادة فهي عبادة، يعني النفقة فيها مأجور عليها، لكن هناك وسائل منها المختلط اللي فيه الحلال والحرام، وفيه الغث، وفيه السمين، فولوج أهل العلم فيها لا شك أنه مزري بهم، يعني ويش معنى أن عالم يقرر، يشرح تفسير وإلا حديث ثم قبله مغنية، وبعده تمثيلية وبعده كذا، والله هذا يعني ما هو بلائق، وإن كان اجتهد بعض طلاب العلم وقالوا: يصل الحق إلى بيوت، أو إلى مجتمعات ما يصل إليها، يعني المنابر هي الأصل، لكن هناك من لا يحضر إلى المساجد، واقتنى هذه القنوات يقول: خلونا ندخل إلى بيوتهم .... ، أنا أقول: الاجتهاد يؤجر عليه الإنسان بقدره، وبقدر ما وقر في نيته من إخلاص، لكن يبقى أن هذه الأمور لست لها وليست لي، يعني شخص يقرر قال الله وقال رسوله يخرج في قناة ماجنة وإلا .. ، لكني لا أحصر الاجتهاد على الآخرين، فمن رأى أنه ينفع في هذا الله يجازيه على قدر نيته.
يقول:
وحقه اعرف وقم حقاً بموجبه ... ومنهج الحق فاسلك عنه غير عمي
أشقى وأسعد مختاراً أضل هدى ... . . . . . . . . .
أشقى وأسعد، الله -جل وعلا- بين وهدى النجدين، وبين طريق الحق، وطريق الضلال، وجعل هناك حرية واختيار ومشيئة للعبد يختار بها ما كُتب له، يعني بطوعه واختياره يختار طريق السعادة أو طريق الشقاء، ولا أحد يجبره على أحد الطريقين، فالله -جل وعلا- ركب فيه هذا الاختيار، ومع ذلك لن يخرج عن إرادة الله ومشيئته، وقضاه الذي قدره عليه، وهل هو شقي أم سعيد؟ لكن ما في أحد يقول: إني حاولت أن أصلي ما قدرت، حتى الذين لا يصلون هل حاول منهم أحد أن يقوم إلى المسجد وعجز؟ إذاً له حرية واختيار، بطوعه واختياره ترك الصلاة، إذاً ما ظُلم.
أشقى وأسعد مختاراً أضل هدى ... أدنى وأبعد عدلاً منه في القسمِ