"في سر وفي علن" يعني نجد من إذا تحدث بكى وأبكى، فإن كان في سره كذلك فليبشر، ونجد من إذا خلا بكى، وفي المحافل يتصبر ويتمنع، وهذا لا شك أنه علامات الإخلاص ظاهرة عليه، ومنهم لا هذا ولا هذا، لا في سر ولا في علن، يقرأ القرآن أو يقرأ سورة هود، أو يقرأ الطور، أو يقرأ أي شيء كأنه يقرأ جرائد كما هو حالنا، نسأل الله -جل وعلا- أن يصلح الأحوال.
بل خشية الله في سر وفي علن ... فاعلم هي العلم كل العلم. . . . . . . . .
{إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} [(28) سورة فاطر] فالعلم الذي لا يورث الخشية ليس بعلم، والعالم الذي لا يخشى الله ليس بعالم "كل العلم فالتزمِ".
فلتعرف الله ولتذكر تصرفه ... . . . . . . . . .
يعني علمك بالله -جل وعلا- وما يجب له، وما ثبت في حقه في كتابه وعلى لسان نبيه -عليه الصلاة والسلام-، هو الذي يدلك على الطريق الصحيح، وهو الذي يورث الخشية في القلب "من كان بالله أعرف كان منه أخوف".
فلتعرف الله ولتذكر تصرفه ... وما على علمه قد خط بالقلمِ
وحقه اعرف وقم حقاً بموجبه ... ومنهج الحق فاسلك عنه غير عمي
يعني اسلك الطريق المستقيم الذي درج عليه سلف هذه الأمة وأئمتها، واحذر الابتداع، والخروج عن طريقهم ومسلكهم ومنهجهم، واحذر الإيغال في هذه المحدثات، وخذ منها بقدر الحاجة، يعني هذا المكبر مثلاً يحتاج إليه، لكن ما الداعي أن يستعمله إمام خلفه ثلاثة أشخاص، هذه محدثة، تستعمل في عبادة الأصل المنع، لكن الحاجة، إذا كثرت الجموع، واحتاج الناس إلى مكبر يستعمل، ونعرف من شيوخنا من مات وهو ما استعمله، لكن الحاجة هي التي تحدد، فالإقلال من المحدثات بقدر الحاجة منها، بقدر الضرورة منها هو الأصل، لا سيما ما يستعمل منه في عبادة من العبادات، ويتقرب به إلى الله -جل وعلا-.