معرفته بالفقه والأصول والنحو. وقال بعض المتأخرين: كان مليح الهيئة، طلق العبارة، فصيح الإِشارة، كثير المشاركة في العلوم، ينشئ الإِنشاء الحسن، وشرح المعالم في أصول الفقه. توفي بالقاهرة في جمادى الآخرة سنة سبع -بتقديم السين- وخمسين وسبعمائة.
الثاني: إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم، القاضي شرف الدين المناوي المصري.
أخذ عن عمه الشيخ ضياء الدين وغيره من علماء العصر، وسمع الحديث من جماعة وأفتى، واشتغل بالعلم وحدث، وناب في الحكم، ودرس بجامع الأزهر وبدار الحديث الفارقانية. قال الإسنوي: كان عالمًا فاضلًا، دينًا ثبتًا، وافر العقل كثير المروءة، محافظًا على أوقاته، منقطعًا عن أبناء الدنيا. وشرح فرائض الوسيط شرحًا جيدًا، وناب في القضاء، وتحدث في أعمال الديار المصرية كلها عن القاضي عز الدين ابن جماعة في غيبته وحضوره، ولم يزل كذلك إلى أن توفي. وقال الحافظ زين الدين العراقي: أحد فضلاء الشافعية، وكان فيه إحسان للطلبة، وتودد لأهل الخير. وقال الشيخ سراج الدين ابن الملقن: شرح المعالمين في الأصول، قرأت عليه قطعة منه. توفي في رجب، وقيل: في رمضان سنة سبع -بتقديم السين- وخمسين وسبعمائة. ودفن بتربتهم بقرب الإِمام الشافعي رضي الله عنه. وهو أخو القاضي تاج الدين المناوىِ، ووالد قاضي القضاة صدر الدين.
أما شيوخه فهم أعلام عصرهم، وضياء مِصْرِهِمْ، وأشير إليهم بالبَنَانِ في كل طريف وتليد من العلم فحق لعالمنا الفخر بهم، والإنزواء إلى جانبهم فمن كان في العلم قطبًا كان للدجى شهبًا، ومن استنام إلى عالم فقد استنام إلى ركن سالم، كيف لا وقد قال الله تعالى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات} [المجادلة: 11]. وهذا بيان بتعدادهم، ومذكور بِرَقْمِ أسمائهم:
الأَول: مُظفَّر بن عبد الله بن عليّ بن الحسين الإِمام تقيّ الدِّين المِصْرِيّ المُقْتَرَح.