والمُقْتَرَح: لَقَبٌ عليه.
كان إمامًا في الفقه والخِلاف وأصول الدِّينَ، نَظّارًا قادِرًا على قهر الخُصوم وإزهاقهم إلى الانْقطاع. قال ابن قاضي شهبة في ترجمة مؤلفنا: قرأ الأصلين على المتقي المقترح.
صنّف التصانيفَ الكثيرةَ، وتخرج به خلقٌ.
قال الحافظ عبد العظيم: سمع بالإسكندرية من أبي الطاهر بن عوف، وسمعت منه، وحدَّث بمكَّة ومِصْر، وكان كثير الإفادة، منتصبًا لمَن يقرأ عليه، كثير التواضع، حسنَ الأخلاق، جميل العشرة، دينًا متورعًا.
ولي التدريس بالمدرسة المعروفة بالسِّلَفِي بالإسكندرية مدَّةً، وتوجّه إلى مكّة، فأُشيعت وفاتُه، وأُخذت المدرسةُ، فعاد ولم يتَّفق عَوْدُه إليها، فأقام بجامع مِصْرَ يقرئ، واجتمع عليه جماعة كثيرة، ودرَّس بمدرسة الشَّرِيف ابن ثَعْلَب، وتوفِّيَ في شعبان، سنةَ اثنتي عشرة وستمائة.
الثاني: عثمان بن عمر بن أبي بكر بن يونس، أبو عمرو جمال الدين ابن الحاجب: فقيه مالكي، من كبار العلماء بالعربية. كردي الأصبل. ولد في أسنا (من سعيد مصر) ونشأ في القاهرة، وسكن دمشق، ومات بالإسكندرية. وكان أبوه حاجبًا فعرف به. ولد سنة (570) من تصانيفه "الكافية" في النحو، و"الشافية" في الصرف، و"مختصر الفقه" استخرجه من ستين كتابًا، في فقه المالكية، ويسمى "جامع الأمهات" و"المقصد الجليل - ط" قصيدة في العروض، و"الأمالي النحوية" و"منتهى السول والأمل في علمي الأصول والجدل" في أصول الفقه، و"مختصر منتهى السول والأمل" و"الإيضاح" في شرح المفصل للزمخشري، و"الأمالي المعلقة عن ابن الحاجب" في الكلام على مواضع من الكتاب العزيز وعلى المقدمة وعلى المفصل وعلى مسائل وقعت له في القاهرة وعلى أبيات من شعر المتنبي. توفي سنة (646) وجاء في هامش طبقات ابن السبكي: في هامش (ز) أن ابن التلمساني قرأ على ابن الحاجب.
الثالث: الشيخ عز الدين بن عبد العزيز بن عبد السلام السّلمي المغربي أصلًا، الدمشقي مولدًا، المصري دارًا ووفاة، الملقب بسلطان العلماء والملقب له هو الشيخ تقي الدين بن دقيق العيد.