يعني قرونها. شبهها فب انعطافها بقسى العرب، وهي تتخذ من الضال وهو السِّدر الجَبَلي، ألفُه منقلبة عن ياء. وذكر بعض متأخري أهل بغداد أنه وَجدَ بخط) جعفر بن دِحية (؛ رجل من أصحاب ثعلب.) الضأل (مهموزاً؛ فاشتقه ذلك البغدادي حينئذ من الضآلة، وذلك لأن الجَبَلي منه أقل ريا ونعمة من المائي، وذلك قال البغدادي: ثم وجدته بخط ابي إسحاق،) يعني إلراهيم بن السرى الزجاج (: أضيلَ المكان: أنبت الضال. فإذا كان ذلك، فلا أثر للهمز في الضال، ولا طريق إليه. وإنما هو كتاب، فمحا البغدادي حيئنذ ضبط جعفر، وعول على خط أبي إسحاق.

) وُلدن تحت أثقل الأثقالِ (

قيل: الجبال، وقيل: القُرُون. فإن قلت: فإنه لم يُولد بقرن، فتقول: إنه عنى) بأثقل الأثقال (والقرون؟ قلنا إن لم يولد بالفعل معها، فإنه مولود معها بالقوة، لأن نبتة القرون للأنواع المفطورة عليها، خلقة طبيعية، فلابُد من خروجها إلى الفعل.

) قَدْ مَنَعَتْهُنَّ من التَّفالي (

اي تشابكت القرون على رؤس الأيابل، حتى لو حاولتِ التفالي، منعَها اشتباك قرونها من الوصول إلى رؤسها.

) لاَ تَشركُ الأجسام في الهُزال (

اي أن القرون لا يلحقها سمن ولا هُزال، كما يلحق الأبدان، لأنها ليست متصلة بلحم ودم، ولا هي في ذواتها كذلك. ولو اتزن له ألا يُشرك الأجسام في السَّمن والهُزال، لكان أقعد بالحقيقة، ولكن السمن والهزال، انتفى أن يشركها في السمن، فاكتفى بأحد الضدين من صاحبه

) إذا تَلفتن إلى الظلال ... رأين فيها أشنع الأمثالِ (

اي إذا رأت الأيابل ظلال قرونها، استبشعتها وهالتها.

) كأنما خُلقن للإذلِ ... زيادةً في سُبةِ الجُهالِ (

يعني القرون صاحبها ذليل. فيقول: كأن هذه القرون إنما خلقت لتدل علي على ذلة الأوعال، كما خُلقت للقرْنان، وإن كان لاقرون له. وإنما هو تمثيل. وقوله: زيادة فس سُبة الجهال: اي أن الجهال يتشاءمون كثيراً بالقُرون، ويكنون أحدهم بأبى القُرون.

) نَواخِسَ الأطرافِ للأكفالِ (

اي طالت القرون منها، حتى نَخَست الأكفال بأطرافها.

) يَكَدْنَ يَنفُذن مِنَ الآطَالِ (

الآطال: الخواصر، واحدها: وإطل. وقد قيل: الإطل وضع، والإطل: فرع. يقول: في القرون شُعب تكاد تنفذ الخواصر، حدةً واعتراضاً. وأراد: يَكَدْن يَنُفذن الآطالَ، فزاد) من (على رأي أبى الحسن، لأنه يرى زيادتها في الواجب، وسيبويه لا يرى زيادتها فيه.

ويجوز أن يكون أراد من الآطال إلى الآطال، اي من اليمين إلى الشمال وبنقيض ذلك.

) شبيهةُ الإدْبار بالإقْبَالِ (

اي في وجوهها من لحاها ما يشبه إذنابها، فقد تشابه القُبُل والدُّبُر، وقيل: يريد عُموم قرونها، لظهورها بالتعطف عليها إلى أدنابها.

) في كُلِّ كِبدٍ كَبدي نِضَالِ (

كِبدُ النصل ما بين عَيرَيه. اي في كل كبد أيل ووعل من هذه الوحش المقنوطة نصال.

) فَهُنَّ يَهوين من القٍلاَلِ (

) مَقْلُوبة الأظلاَف والإرقَالِ (

اي هذه الأيابلُ والأوعال يَهوين من قلال الجبال، وهي أعاليها، منعكسة أظلافها وأذنابها على أجسامها.

) فكَانَ عَنها سَبَبُ التَّرحَلٍ (

) تَشويق إكثارٍ إلى إقلالِ (

اي أكثرنا من القنص حتى مللنا، وشوقنا الإكثارُ إلى الإقلال، فكان ذلك سبب الترحال عنها.) فعن (: متعلقة بالترحال المقدر قبلها، ولا تكون متعلقة بالترحال الظاهر لأن) عن (حينئذ من صلة المصدر، وما كان من صلة المصدر لم يتقدم عليه، وجعل) سبب الترحال (اسم كان، لأنه معرفة و) تشويقَ إكثار (. خبرها، لأنها نكرة، فالبيت مُضمن.

وقال سيبويه: أكثرتَ، جئت بكثير، وأقللت؛ جئت بقليل فأما كَثَّرتَ وقَّللت؛ فجعلته كثيراً وقليلاً.

) وَلو جَعَلت مَوضع الإلآلٍ ... لآلًئا طَعَنتَ باللآلي (

) الإلآل (، الحراب. وأحدتها؛) ألة (؛ وذلك لبريقها ولَمَعانها. أل الشيء يؤلُّ ألا: برق. اي لو جعلت مكان الحديد والمحدد لؤلؤاً فعلت به من القتل ما يفعل الحديد، لأنك مؤيدٌ منصور.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015